خلف قرار عمدة إيل سان دوني في فرنسا، محمد غنابالي بإغلاق جناح المشجعين في « محطة أفريقيا »، التي تنظم فيها فعاليات فنية واحتفالية على هامش الألعاب الأولمبية بباريس، غضبا في أوساط الجماهير والجالية المغربية. وجاء قرار العمدة بعد أداء الفنانة سعيدة شرف اغنية في الاحتفالية تغنت فيها بمغربية الصحراء وبموقف الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، حيث اعتبر بيان للعمدة أن التصريحات التي أدلت بها الفنانة سعيدة شرف "سياسية وتخالف قواعد الحياد". واستنكرت القنصلية العامة للمغرب بفيل مومبل فس بيان مساء أمس، الموقف المتحيز لعمدة مدينة ليل سان دوني المتزوج من جزائرية، والمحسوب على اليسار الفرنسي، معتبرة أن القرار حرم المغرب ومواطنيه المتواجدين بالمنطقة من لحظات احتفال كبيرة للقارة الإفريقية خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس والاستفادة من التمثيل العادل أسوة بالعشرين دولة، من بين 54 دولة من القارة. واعتبر بيان القنصلية أن رد فعل العمدة المؤسف هو الذي أدخل بعدًا سياسيًا غير مناسب من خلال اتخاذ تدابير لفرض رقابة على آراء أحد الفنانين ووصمها، وبذلك استغل العمدة حدثًا ينبغي أن يركز على الاحتفال الرياضي والثقافي. كما اعتبرت القنصلية ان هذه معاملة غير عادلة وتمييزية، وتتعارض مع مبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى « محطة أفريقيا » إلى تعزيزها والتي يتحمل عمدة المدينة مسؤولية حمايتها. وأشارالبيان إلى أنه « ومع الأخذ في الاعتبار العديد من الإشارات إلى الجزائر في البيان الصحفي، تأمل القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلمومبل ألا تكون سلامة قرار العمدة متأثرة باعتبارات شخصية أو روابط عائلية معروفة أو قرب سياسي ينتمي إليه. وقال بيان القنصلية « يثير هذا الإنهاء الأحادي الجانب والتعسفي، الذي أُعلن عنه في بلاغ صحفي من مدينة ليل سان دوني، تساؤلات جدية حول دوافع رئيس البلدية واحترام الالتزامات التي تم التعهد بها، علما أن العديد من أعضاء المجلس البلدي سجلوا معارضتهم هذا القرار، وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع المغرب ». وأضاف البيان أن « التعبير التلقائي عن الرأي من جانب السيدة سعيدة شرف لا يشكل تسييسا للألعاب، ولا يشكل عائقا أمام التزامات الحياد، ولا حتى عائقا أمام التفاهم بين البلدان. بل على العكس تماما: فهو يوضح حرية التعبير التي يتمتع بها فنان مغربي، أصله من الأقاليم الجنوبية، والذي سلط الضوء ببساطة على حدث حالي يهم فرنسا والفرنسيين، بأكبر قدر من الصداقة وبروح من الألفة أشاد بها الجمهور نفسه.
وحيت القنصلية العامة الجالية المغربية المقيمة في منطقة إيل سان دوني وكذلك المتواجدين في المكان، الذين أظهروا الهدوء وضبط النفس والذين يجسدون قيم المغرب، مثل التضامن والعيش المشترك والالتزام بمبادئ الرياضة. وأكدت القنصلية التزامها بدعم الجالية المغربية والدفاع عن حقوقها ومصالحها، مشيرة إلى أنها تنتظر اعتذارا من عمدة المدينة في مواجهة هذا « الانزلاق الخطير والمتهور »، وأشارت الى أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ التدابير المناسبة لطلب الإنصاف.