شهدت مدن المملكة، بعد صلاة الجمعة، عشرات الوقفات الاحتجاجية استمرارا للفعاليات المنددة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بالعاصمة الإيرانية طهران، واغتيال مراسل قناة "الجزيرة" في غزة، إسماعيل الغول رفقة المصور رامي الريفي. وعقب صلاة الجمعة، اليوم، نُظمت أزيد من 43 وقفة بعشرات المدن المغربية، دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، فيما تعتزم فعاليات أخرى تنظيم احتجاجات مساء نفس اليوم بمدن مختلفة. وخلال مظاهرات اليوم الجمعة، نظم المتظاهرون صلاة الغائب أمام المساجد، ترحما على روح إسماعيل هنية، على غرار صلوات الغائب التي أقيمت في عدة دول إسلامية، تزامنا مع تشييع جثمان هنية بالدوحة. وترتقب مدن المملكة، غدا السبت، احتجاجات حاشدة دعت إليها تنظيمات مختلفة، استجابة لنداء التظاهر الذي كان قد أطلقه إسماعيل هنية قبل 3 أيام من اغتياله. ودعا هنية، يوم الأحد المنصرم، إلى مظاهرات ومسيرات في الدول العربية والإسلامية والعالم يوم 3 غشت، معلنا ذلك التاريخ "يوما وطنيا وعالميا" لنصرة غزة والأسرى في سجون إسرائيل. في هذا الصدد، دعت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، المغاربة إلى المشاركة بكثافة في مسيرة وطنية، غدا السبت بالعاصمة بالرباط، انطلاقا من ساحة باب الأحد ابتداء من الساعة 11 صباحا. وقالت المجموعة في بلاغ لها، أن هذه المسيرة تأتي "وفاء لنداء الشهيد القائد إسماعيل هنية قبيل وفاته بجعل يوم 3 غشت يوما وطنيا وعالميا لنصرة غزة والأسرحة، ووفاءً لشهداء فلسطين وساحات المقاومة". كما قرر التنظيم ذاته الذي يضم في صفوفه عدة هيئات سياسية ومدنية وحقوقية، تأجيل الوقفة التي كانت مرتقبة مساء اليوم الجمعة، وذلك استعدادا لتنظيم وإدارة التعبئة للمسيرة الوطنية ليوم غد السبت. من جانبها، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إلى جعل يوم غد السبت يوما وطنيا احتجاجيا، "دعما للمقاومة وتنديدا باستمرار علاقات التعاون ما بين النظام المغربي والكيان الصهيوني المجرم". ودعت الجبهة التي تضم عدة هيئات سياسية وحقوقية ومدنية، إلى تنظيم تظاهرات شعبية في مختلف مناطق المغرب، دعما لنداء إسماعيل هنية ولنداء الفصائل الفلسطينية. وطالبت الجبهة كافة فروعها ومكوناتها ب"إنجاح هذا اليوم الوطني النضالي وجعله مناسبة للتنديد بسياسة الإدارة الأمريكية الشريك المباشر والأول في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وفي الاغتيالات، وباستمرار علاقات التعاون ما بين النظام المغربي والكيان الصهيوني". ويواصل المغاربة الخروج إلى الشوارع، بوتيرة شبه يومية، ضمن حراكهم المستمر الرافض لحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 301 يوما متواصلا. فيوم الأربعاء المنصرم، خرجت عشرات المظاهرات بمدن المملكة بعد اغتيال هنية، فيما أدانت هيئات وشخصيات سياسية مغربية عملية الاغتيال، من بينها حزب التقدم والاشتراكية، حزب العدالة والتنمية، حركة التوحيد والإصلاح، جماعة العدل والإحسان، وهيئات وشخصيات أخرى. يُشار إلى أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تنظم عشرات الوقفات كل يوم جمعة، فيما تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وقفات منتظمة كل أربعاء وجمعة أمام البرلمان، إلى جانب فعاليات ومظاهرات أخرى بمختلف المدن. ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات يومية حاشدة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب. وكان الشهيد إسماعيل هنية قد دعا إلى "المشاركة الشعبية الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية الفاعلة في مظاهرات 3 غشت، وعلى ديمومة كل أشكال التظاهر والمسيرات واستمرارها حتى إجبار الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه وجرائمه، ضد شعبنا وضد أسرانا في سجون الاعتقال النازية". وقال هنية: "نتطلّع لأن يكون يوم الثالث من غشت يوما محوريا ومشهودا وفاعلا في كل ربوع فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي عالمنا العربي والإسلامي، ولدى كل الأحرار في العالم، من أجل نصرة أهلنا في قطاع غزة وأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال"، وفق بيان كانت قد نشرته "حماس" الأحد الماضي. وأضاف: "يأتي هذا الإعلان في ظل الصمت والعجز الدولي في وقف هذه الحرب العدوانية ضد شعبنا وأسرانا، والانحياز والدعم والشراكة الكاملة للإدارة الأميركية في هذا العدوان، وفشل المؤسسات الحقوقية والإنسانية، في تحمّل مسؤولياتها في تقديم الدعم والإسناد ونصرة شعبنا في قطاع غزة وأسرانا في سجون العدو الصهيوني".