حذرت فرق الأغلبية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، من تحول الاحتجاجات بالمغرب إلى "رياضة يومية"، مشيرة إلى أن ما يحدث من إضرابات ومقاطعة للدروس والامتحانات وراءه "جهات خفية تعبث بمستقبل البلاد"، معتبرة أن "هذا الموضوع يهم مصلحة البلاد وليس للاستغلال ولا التكسب السياسي". جاء ذلك، خلال اجتماع مشترك بين لجنة القطاعات الاجتماعية ولجنة التعليم والثقافة والاتصال، بمجلس النواب، حول الاحتقان الذي تعرفه كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب. وأكد رئيس الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار، محمد شوكي، أن "قضية الاحتقان بكليات الطلب، ليس موضوعا للاستغلال السياسي، بل هو قضية تهم آلاف الطلبة والأسرة من أبناء الوطن"، مشددا على الجميع مطالب ببذل الجهد من موقعه من أجل حلحلة المشكل وليس الاستثمار في المزيد من التأزيم. وبعدما أشاد رئيس فريق "الحمامة"، بما تبذله الحكومة من مجهودات لإصلاح المنظومة الصحية، وجعل الكليات قريبة من الطلبة لتيسير تعلمهم، ناشدها بالمزيد من الجهد من أجل طي الملف الذي يؤثر على آلاف الأسر المغربية، مؤكدا أن هذه الحكومة التي تمكنت من حل عدد من الملفات بنفس إصلاحي قادرة على إيجاد حل أيضا لهذه الأزمة. وسجل شوكي، أهمية إبعاد هذا الموضوع عن المصالح الحزبية والتموقعات السياسية، لأنها ليست فقط قضية حكومة وبرلمان بل هي قضية مجتمع ودولة، موضحا أن "تصعيد الخطاب بالإضرابات والاحتجاجات، ونهج سياسة الأذان الصماء من طرف الطلبة لا يمكن أن يكون طريقة للوصول إلى حل، خصوصا وأن الفترة قصيرة لتجنب سنة بيضاء". وشدد شوكي على أن "معركة كسر العظام لن تكون مجدية ويبدو أن المستهدف فيها هو المنظومة الصحية التي تحاول الدولة إصلاحها"، مضيفا أن الحق في الإضراب مكفول لكنه لا يجب خوض إضرابات لا محدودة ودون أفق ودون عقلانية، موضحا أن احتجاجات طلبة الطب طبق الأصل للاحتجاجات في التعليم لأن المحرك والفاعل هو نفسه. في هذا الإطار، قال شوكي إن الإضرابات لا يجب أن تتحول إلى رياضة يومية في مواجهة أي إصلاح مؤسساتي وبيداغوجي أو قانوني، مضيفا أن "الحكومات مستقبلا لن تستطيع القيام بأي إصلاحات لأنها ستواجه بالاحتجاجات". من جانبه، قال رئيس الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، أحمد تويزي، إن الرأي السائد أننا نقترب من سنة بيضاء في كليات الطب والصيدلة، مضيفا أن الحكومة قامت بمجهود كبير لحل الإشكالية، مشددا على ضرورة الوصول إلى حل يرضي الجميع. وأردف تويزي، أن هذه الأزمة ستكون لها تأثيرات أساسية على مشروع كبير وهو مشروع الدولة الاجتماعية والذي يتأسس عليها المشروع الملكي المتعلقة بالحماية الاجتماعية، خاصة مع استمرار مقاطعة الطلبة للامتحانات الأخيرة، متهما "أيادٍ خفية" تعبث بمستقبل الطلبة ومستقبل البلاد والأوراش الكبرى التي تباشرها الحكومة. على حد قوله. في سياق متصل، قال رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب عمر احجيرة ، إن الآلاف من الأسر تنتظر من الحكومة حل هذه الأزمة، مضيفا: "متأكد أن الحكومة واكبت الملف، وليس هناك من حكومة في العالم تريد أن تكون هناك إضرابات ولا تتدخل". وأبرز احجيرة، أن الحكومة عقدت لقاءات وقامت بمحاولات واقتربت من حل المشكل، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في الإضرابات على مستوى كليات الطب وفي قطاع التعليم، لأنه لم يعد هناك معنى لإضراب مفتوح لمدة شهور، مضيفا: "الإضراب حق مشروع ولكن يجب أن تكون ضوابط وأن لا يؤثر ذلك على الدراسة".