أحدث وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أزمة في البرلمان، عقب رفضه الاستجابة لطلبات حول "الاحتقان في كليات الطب والصيدلة"، وهو ما دفع فرق المعارضة إلى الانسحاب من الجلسة، فيما طلبت فرق الأغلبية رفع الجلسة من أجل التشاور مع رئيس مجلس النواب. وأكد رئيس الجلسة، محمد صباري، أن مكتب مجلس النواب بعد أن تأكد من أن موضوع الاحتقان في كليات الطب والصيدلة عام وطارئ وله راهنية بالفعل، قرر إحالته على الحكومة، مسجلا أن المكتب توصل بجواب الحكومة الذي عبّرت فيه عن عدم استعدادها للتفاعل مع الطلبات المقدمة إليها. وأعربت فرق المعارضة والمجموعة النيابية عن استيائها من عدم تفاعل الحكومة مع طلبات الفرق البرلمانية، واصفة ذلك بأنه "استهتار بالبرلمان" و"مصير أطباء المستقبل"، قبل أن تقرر مكوناتها الانسحاب من الجلسة احتجاجا على عدم حضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي. في هذا الإطار، قال رئيس الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية، رشيد حموني، إن جواب الحكومة "غير كاف وغير شاف لأزمة طلبة كليات الطب"، مضيفا أن الحكومة "تستهتر بالبرلمان ولا تبالي لا بنا ولا بالأسر"، مشيراً إلى أن ما يحدث هو أزمة خطيرة وبالأمس نفذ طلبة الطب برفقة آبائهم إنزالا كبيرا بالرباط. من جانبه، قال رئيس الفريق الحركي، إدريس السنتيسي، إن الأمر يتعلق بمصير أبنائنا وبلادنا، واصفا رفض ميراوي الاستجابة لطلبات الفرق البرلمانية للحديث عن أزمة طلبة الطب بأنه "أخطر ما في الموضوع"، مؤكدا أنه لن يظلوا صامتين لأن "أولادنا في أعناقنا" وفق تعبيره. واتهم رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عبد الله بووانو، وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، بنسف مبادرة سابقة للبرلمان من أجل حلحلة أزمة كليات الطب، مضيفاً أن الطلبة الآن لا يدرسون ولا يجتازون الامتحانات، ولا يمكن للبرلمان أن يساهم في سنة بيضاء. في سياق متصل، قال رئيس الفريق الاشتراكي، عبد الرحيم شهيد، إن "جواب الحكومة خطير"، موضحا أن "أربعة فرق من الأغلبية والمعارضة تقدمت بسؤال إلى الوزير ليقدم وضعية البلاد في إشكال حقيقي تعرفه البلاد، ويرفض الوزير وترفض الحكومة التفاعل. إذن، في هذا الوضع، ماذا تقول الحكومة؟ انسحبوا لأننا ليس لدينا مكان لكم، وبهذا سنتخذ هذا القرار كمعارضة لأنه ليس هناك حكومة تتجاوب معنا". من جانبها، طالبت فرق الأغلبية برفع الجلسة من أجل التشاور مع رئيس مجلس النواب. وطالب رئيس الفريق الاستقلالي، عمر حجيرة، بتوضيحات حول أسباب عدم حضور وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، لمناقشة هذا الموضوع الذي يهم شريحة واسعة من المواطنات والمواطنين. وفي نفس الاتجاه، أكد رئيس الفريق الدستوري، الشاوي بلعسال، أنه لا يمكن للجلسة أن تستمر في ظل انسحاب فرق المعارضة، داعياً إلى رفع الجلسة للتشاور ولمعرفة الأسباب والملابسات التي جعلت الوزير والحكومة لا يحضران لمناقشة هذا الموضوع. في السياق ذاته، طالب رئيس الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار، محمد شوكي، برفع الجلسة من أجل التشاور، مؤكدا أن موضوع الاحتقان في كليات الطب يراه فريقه ذا أهمية كبيرة وراهنية، وأنه يرغب في إجراء حوار يشمل الحكومة والمعارضة بسعة صدر لفهم هواجس كل طرف. وفي رده على مداخلات فرق الأغلبية، أكد رئيس الجلسة، محمد صباري، أن الرئاسة تحرص على تطبيق القانون، وأن ما تم طرحه في أغلب المداخلات لا علاقة له بمكتب المجلس أو بالمؤسسة التشريعية. وأوضح أن المبرر الوجيه الذي يبرر رفع الجلسة هو وجود طلبات من رؤساء الفرق وفقا لأحكام المادة 148 التي تمنحهم الحق في رفع الجلسة.