كشفت وزارة التربية الوطنية عن خطتها لتدريس اللغة الأمازيغية في مؤسسات التعليم الخصوصي برسم الموسم الدراسي المقبل، وقالت إن ذلك يأتي استنادا الى مقتضيات المادة 31 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي التي نصت على إرساء تعددية لغوية بكيفية تدريجية ومتوازنة، وتماشيا وأهداف خارطة الطريق 2022-2026. ودعت الوزارة في مذكرة تحمل رقم 200×24 والموجهة إلى مسؤوليها الجهويين والإقليميين ورؤساء مؤسسات التعليم الخصوصي إلى اتخاذ اتخاذ التدابير الضرورية للانخراط في هذا الورش الوطني على كافة المستويات، مشيرة إلى أن ذلك يأتي إطار العناية الملكية السامية المتواصلة بالأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الغنية بتعدد روافدها والموحدة بانصهار كل مكوناتها، وباعتبارها كذلك رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، والتي تم تتويجها بتفضل الملك محمد السادس بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها. وعلى مستوى مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، دعا بنموسى مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي إلى الانخراط بصفة اختيارية في تدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي انطلاقا من الموسم الدراسي 2024-2025، وذلك من خلال تحسيس أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ وكذا المتعلمات والمتعلمين بأهمية تدريس وتعلم اللغة الأمازيغية بالمؤسسة، وتوفير الأطر التربوية القارة المؤهلة لتدريس اللغة الأمازيغية، وتمكين الأطر التربوية والإدارية من حضور دورات التكوين الأساس والمستمر المنظمة إقليميا وجهويا بخصوص تدريس اللغة الأمازيغية. ومن بين التدابير أيضا، توطين اللغة الأمازيغية ضمن الغلاف الزمني المخصص لتدريس مواد التعليم الابتدائي، على أن المرحلة الأولى من ورش التنزيل يمكن أن تشمل دروسا اختيارية، وتشجيع إدراج اللغة الأمازيغية ضمن أنشطة الحياة المدرسية التي تهدف إلى التعريف بمختلف مكونات التراث الثقافي الأمازيغي، وبرمجة تلك الأنشطة وإدراجها في مشاريع المؤسسة المندمجة، فضلا عن إرساء وتفعيل الأندية التربوية التي تهدف إلى تطوير وتنمية المهارات التواصلية باللغة الأمازيغية لدى التلميذات والتلاميذ. كما وجه بنموسى المدارس الخصوصية إلى المشاركة في المسابقات الوطنية والجهوية والإقليمية المنظمة باللغة الأمازيغية، وخاصة تلك المتعلقة بالتشبيك الموضوعاتي في مجالات فن الخطابة والموسيقى والمسرح، وفي المسابقات الثقافية والأولمبياد اللغوية والشعر التلاميذي، وتشجيع التلميذات والتلاميذ على إعداد كبسولات تثقيفية باللغة الأمازيغية إلى جانب تنظيم معارض حول التراث الثقافي الأمازيغي أما على مستوى المديريات الإقليمية، فقد نصت مذكرة بنموسى على ضرورة سهر المديريات الإقليمية على تفعيل عدد من التدابير من بينها تنظيم حملات تواصلية لفائدة مديرات ومديري مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي لإطلاعهم على انطلاق تدريس اللغة الأمازيغية بصفة اختيارية بمؤسسات التعليم المدرسي، وكذا على التدابير المتخذة لهذه الغاية المساهمة في عمليات التحسيس بأهمية تدريس وتعلم اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي. وشددت الوثيقة ذاتها على ضرورة العمل على تأطير الأطر التربوية العاملة بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في مادة اللغة الأمازيغية من طرف المفتشات والمفتشين التربويين المكلفين بالمادة، وتمكين الأطر الإدارية والتربوية العاملة بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي من الاستفادة من جميع اللقاءات والندوات التربوية والدورات التكوينية ذات الصلة بتدريس اللغة الأمازيغية والتي تتم برمجتها في إطار البرامج الإقليمية للتكوين المستمر، وتيسير ولوج الأطر الإدارية والتربوية العاملة بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي للمنصات الرقمية المتعلقة بتدريس اللغة الأمازيغية. وأشارت إلى أن المديريات مطالبة بتيسير ولوج تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي للمسطحات الرقمية الخاصة بتعلم اللغة الأمازيغية، وتمكين المؤسسات من نسخ من المذكرات والمراسلات والبلاغات الوزارية والجهوية والإقليمية والدلائل البيداغوجية ومختلف الوثائق ذات الصلة بتدريس اللغة الأمازيغية، وإطلاعها بشكل مستمر على مختلف المستجدات ذات الصلة بتدريس اللغة الأمازيغية. وأوصت الوزارة مديرياتها الإقليمية وأكاديمياتها الجهوية بضرورة تشجيع الشراكة بين مؤسسات التربية والتعليم العمومي والمؤسسات التعليمية الخصوصية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، وإشراك المؤسسات التعليمية الخصوصية المنخرطة في تدريس اللغة الأمازيغية في جميع التظاهرات والفعاليات والمسابقات المنظمة إقليميا والمتمحورة حول اللغة الأمازيغية، وإشراك أطرها في لجان التحكيم الإقليمية ذات الصلة بالمسابقات المذكورة. ودعت وزارة بنموسى إلى تتبع عملية التنزيل الميداني للتدابير المندرجة في إطار المرحلة الأولى لتدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، وتقييم هذه العملية من أجل اقتراح كل التدابير الكفيلة بالتوسيع التدريجي لهذا الورش. وفي السياق ذاته، دعت وزارة التعليم مسؤوليها الجهويين إلى العمل على إعداد لائحة جهوية للمؤسسات التعليمية الخصوصية التي عبرت عن رغبتها في الانخراط في المرحلة الأولى من ورش التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي، والتنسيق مع المديريات الإقليمية فيما يخص سبل دعم وتشجيع هذه المؤسسات. يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تعمل على التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي بهدف بلوغ التعميم خلال الموسم الدراسي 2029/2030، حيث يتم الحرص على الرفع من عدد التوظيفات الخاصة بمدرسي اللغة الأمازيغية، ومراجعة المنهاج الدراسي الخاص بها بالسلك الابتدائي وبرمجة وتنزيل أنشطة تربوية من شأنها التعريف والارتقاء باللغة الأمازيغية وتشجيع تداولها، إضافة لدعم قدرات أساتذة التعليم العمومي والخصوصي في مجال تدريس اللغة الأمازيغية.