يواصل المغاربة الخروج إلى الشوارع، بوتيرة شبه يومية، ضمن حراكهم المستمر الرافض لحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 273 يوما متواصلا. فاليوم الجمعة، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عن خروج 103 مظاهرات في 40 مدينة مغربية، في الجمعة ال39 من الاحتجاجات، حيث اختارت الهيئة لهذا اليوم شعار "المقاطعة.. دعم ونصرة". ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات وتعبيرات تضامنية مع ضحايا العدوان على القطاع، وأحرقوا أعلام إسرائيل، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائيا وإغلاق مكتب الاتصال. وقالت الهيئة في بلاغ لها، إن اختيار المقاطعة شعارا لمظاهرات اليوم، يأتي "تأكيدا لأهمية جبهة المقاطعة للشركات والمنتجات الإسرائيلية وللشركات الداعمة للكان المحتل، ودعوة للمغاربة للاستمرار في هذه الواجهة المهمة دعما للفلسطينيين". وشددت الهيئة على أن فعاليات هذه الجمعة "تؤكد وقوف المغاربة إلى جانب أهل غزة في محنتهم التي قاربت التسعة أشهر وخلفت دمارا واسعا وشهداء ومعطوبين ومشردين ونازحين، في ظل عجز المنتظم الدولي والمؤسسات الأممية عن ممارسة دورها في حماية المدنيين من الأطفال والنساء". احتجاجات أمام البرلمان وفي الرباط، نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وقفة مسائية أمام مبنى البرلمان بالرباط، استمرارا لسلسلة احتجاجاتها الأسبوعية كل جمعة وأربعاء، بالموازاة مع فعاليات ووقفات بمدن أخرى. ورفع المتظاهرون شعارات غاضبة تطالب السلطات المغربية بإسقاط التطبيع، منتقدين بشدة ما اعتبروه "فضيحة استقبال وتزويد سفينة صهيونية محملة بالأسلحة بميناء طنجة قبل أسابيع". وقالت "مجموعة العمل" إن هذه الوقفة التي نُظمت تحت شعار "طوفان المقاومة حتى التحرير وإسقاط التطبيع"، تأتي في سياق الذكرى ال57 لنكسة وحرب 1967، وجريمة هدم حارة المغاربة بالقدس من طرف العدو الصهيوني. وأشارت الهيئة ذاتها، إلى أن الفعاليات الشعبية المطالبة بوقف العدوان والحرب على غزة ستتواصل تأكيدا لمطلب الشعب المغربي بإسقاط التطبيع نهائيا ورسميا. وشهدت مدينة تطوان احتجاجات بساحة "باب العقلة"، فيما يُرتقب أن تشهد طنجة مدن أخرى، مساء اليوم الجمعة وغدا السبت وبعد غد الأحد، مظاهرات أخرى لدعم أهل غزة، حيث أعلنت عدد من الهيئات والفعاليات عن تنظيم وقفات مسائية. يُشار إلى أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تنظم عشرات الوقفات كل يوم جمعة، فيما تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وقفات منتظمة كل أربعاء وجمعة أمام البرلمان، إلى جانب فعاليات ومظاهرات أخرى بباقي الأيام. ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات يومية حاشدة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب.