ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، بعدما قصفت خياما للنازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة رفح، اليوم الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 14 شخصا وإصابة 40 آخرين حسب حصيلة أولية. وأوردت وكالة الأناضول للأنباء، أنه جرى انتشال 12 شهيدا وعدد كبير من الجرحى بعد قصف الدبابات الإسرائيلية بقذائف مدفعية مخيما للنازحين في منطقة المواصي، فيما أعلنت قناة الجزيرة ارتفاع الحصيلة إلى 14 شهيدا وأكثر من 40 مصابا. من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها، إن طواقمها الطبية "تتعامل مع عدد كبير من الشهداء والإصابات بعد قصف إسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي". وأفادت الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن دبابتين من نوع "ميركافا" اعتلتا تلة مقابلة لمنطقة الشاكوش غرب رفح، وأطلقتا قذائف مدفعية تجاه تجمع للنازحين قرب بوابة المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. وأوضح المصدر ذاته أن القصف تسبب بحرق خيام للنازحين، مع انتشار حالة من الخوف والهلع في صفوف النازحين، فيما شهدت المنطقة حالة نزوح كبيرة من الخيام الموجودة في تلك المنطقة باتجاه مواصي خانيونس شمالًا، بحسب شهود العيان. ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط بزعم أنها مناطق آمنة، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد. والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، وتعد منطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية. ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء. ومنذ 7 أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية. وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة. عمليات المقاومة إلى ذلك، عرضت قناة الجزيرة مشاهد حصرية لقصف مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- مقر قيادة جيش الاحتلال بمحور نتساريم شرقي حي الزيتون بمدينة غزة. وتخص المشاهد التي حملت عنوان "شظايا الهاون لكم بالمرصاد"، قصف موقع قيادة وسيطرة الجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون في محور نتساريم، وقالت القسام إن القصف أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين. وأظهرت اللقطات رصد حركة قوات الاحتلال وتموضعها في المكان، ثم تجهيز منصات الإطلاق، وإطلاق القذائف، ثم رصد أماكن سقوطها. وتضمنت المشاهد -أيضا- وصول تعزيزات عسكرية وسيارات إسعاف تابعة للجيش وهبوط طائرات مروحية لإجلاء القتلى والجرحى. وكثفت فصائل المقاومة خلال الأشهر القليلة الماضية قصف قوات الاحتلال المتموضعة في محور نتساريم -الذي يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه- بقذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى مثل "107" و"رجوم". بدورها، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تفاصيل عملية قصف محور نتساريم، وقالت إن المقاومة اكتشفت وحدة لواء ألكسندروني، التي كانت تتحرك سيرا على الأقدام بعد ظهر أمس الخميس، وقصفت القوة ب5 قذائف هاون. وأشارت إلى أنه لم يكن لدى الجنود الإسرائيليين الوقت الكافي للاحتماء في الفضاء المفتوح وأصيبوا بانفجار قذائف هاون بالقرب منهم. وبشأن الخسائر، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الضابطين سعدية يعقوب درعي وعمر سامادجا قتلا على الفور، وأصيب 8 جنود، حالة 3 منهم خطيرة. ولفتت إلى أن عملية إنقاذ المصابين تعقدت عندما أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة على المنطقة التي أطلق الفلسطينيون القذائف منها، في حين قدمت الفرق الطبية التابعة للجيش الإسعافات الأولية السريعة وأجلت المصابين بمساعدة طائرة مروحية إلى المستشفيات في وسط إسرائيل. وخلص تقييم أولي لجيش الاحتلال إلى أن القوة كانت تقوم بدورية راجلة في منطقة مفتوحة ومكشوفة، مما جعل من الصعب على الجنود العثور على مأوى عندما بدأ إطلاق قذائف الهاون الكثيفة عليهم. ودأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر الماضي، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال. المصدر: الأناضول / الجزيرة