رفعت وفاة طفلة وامرأة حصيلة وفيات فيروس الحصبة أو ما يعرف بمرض (بوحمرون)، إلى سبع حالات، بعد انتشار المرض ب"تمتتوشت" بجماعة أيت هاني، نواحي إقليم تنغير. وبحسب مصادر محلية لجريدة "العمق"، فقد توفيت، ليلة أمس الأحد، طفلة دون السنة الثانية من عمرها، وامرأة، لترتفع حصيلة الوفيات بسبب داء الحصبة إلى سبع حالات، دون أن تقدم السلطات الصحية أية تفاصيل في الموضوع إلى حدود الساعة. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر "العمق" انتشار العدوى بقرية "تمتتوشت" بجماعة أيت هاني، رفعت الساكنة مطالبها للسلطات المحلية والصحية بالتدخل لإنقاذها من توسع دائرة الفيروس. مصدر مسؤول بجماعة أيت هاني، أكد بدوره حدوث وفيات بسبب "بوحمرون"، مشيرا إلى أن أغلبها في صفوف الأطفال الصغار. وأوضح المتحدث في تصريح لجريدة "العمق" أن الجماعة في حاجة لسيارات إسعاف أخرى لنقل الحالات الخطيرة من المصابين ب"بوحمرون" إلى المستشفيات لتلقي العلاجات وإنقاذها من تدهور حالاتها الصحية. وأضاف المتحدث أن الجماعة تتوفر على سيارتي إسعاف، لا تكفيان لنقل المرضى، مطالبا بحملة طبية بالمنطقة وتلقيح الساكنة تجنبا لتدهور الوضع الصحي. هذا، وأشار المصدر ذاته، إلى أن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بتتغير، سبق وقامت في الأشهر القليلة الماضي، بحملة توعية للتحسيس بأهمية الوقاية في المائة يوم من حياة الطفل، قبل أن يتفاجأ الجميع بانتشار المرض. ونهاية الأسبوع الماضي، أطرت عناصر الهلال الأحمر المغربي، عملية تحسيس ب"تامتتوشت"، لتوعية الساكنة بضرورة اتخاد التدابير الوقائية ضد الحصبة وأخذ جرعات التلقيح. وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، شهر مارس الماضي، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض "الحصبة" في المغرب، مشيرة إلى أن ذلك يأتي "في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم، بما في ذلك دول أوروبية وإفريقية والولايات المتحدةالأمريكية ومناطق أخرى من العالم". وأفاد بلاغ للوزارة بأنه تم رصد ارتفاع ملحوظ لعدد حالات الحصبة منذ منتصف شتنبر 2023، بجهة سوس ماسة بالخصوص، موضحة أن مصالحها الجهوية والإقليمية قامت بمجموعة من التدابير الميدانية من خلال تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح. في سياق متصل، أشار الدكتور عبد الغني خرشافي، متخصص في طب الأسرة، إلى أن الحصبة من الأمراض التي تسمى الحمى الطفحية، وهي أمراض تجمع بين الحمى والطفح الجلدي، مشيرا إلى أن بوحمرون مرض فيروسي ليس جديدا، وكان منشرا في العالم قبل عشرات السنين. وقال المتحدث إن المرض لم يختف تماما بالرغم من التطعيم، فهو مرض متوطن يظهر على شكل حالات متفرقة ويمكن أن يسبب من حين لآخر بؤر وبائية محدودة خاصة في المناطق التى تنخفض فيها التغطية التلقيحية، وفق تعبيره. وأوضح ضمن تصريح لجريدة "العمق" أن المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي ينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض. إلا أنه مرض بسيط في أغلب الحالات.