أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مؤخرا، أنه تم رصد ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الإصابة بالحصبة منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس ماسة، وتحديدا بإقليمي تارودانت وشتوكة آيت باها. ودفع هذا الوضع الوزارة الوصية عبر مصالحها الجهوية والإقليمية إلى القيام بمجموعة من التدابير الميدانية قصد تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح، كما تم اتخاذ جملة من الإجراءات بالمدارس لتفادي انتشار العدوى. في هذا السياق، كشفت إيمان الكوهن، مسؤولة الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية توصي بالالتزام بالتدابير الصحية المعمول بها، مثل تجنب اختلاط التلاميذ واتباع الإجراءات الوقائية لتفادي انتشار العدوى. وأوضحت الكوهن أن الحصبة مرض معدي ينتقل بسهولة بين التلاميذ إذا قام الشخص المصاب بالفيروس بنشره عبر الهواء أو بملامسة الأسطح، حيث يمكن لهذا المرض أن ينتقل بنفس طرق انتشار الزكام. وكشفت ذات المتحدثة أنه لم يتم، إلى حدود الساعة، رصد أي حالات إصابة بالحصبة بالمؤسسات التعليمية على المستوى الوطني، مشيرة إلى أنه تم التنسيق بين المديرية الجهوية للصحة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة، من أجل التواصل مع الأسر في حالة ظهور أعراض الإصابة على التلاميذ وتشخيص حالتهم وتلقي العلاج والبقاء في المنزل لتجنب العدوى. ووفقا لمسؤولة الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، فإن الوزارة تعمل على توعية وتحسيس الآباء بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية في حالة ظهور الأعراض على صغارهم، مشيرة إلى أنه عند رصد حالات الإصابة توصي الوزارة أولياء الأمور بإبقاء أطفالهم في المنزل لتفادي نشر العدوى بين باقي زملائهم. وشددت ذات المسؤولة على أن اللقاح المضاد للحصبة مدرج ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، وهو متوفر لجميع الأطفال بالمجان، مجددة تأكيدها على ضرورة الالتزام بالتطعيم وفقا لتوجيهات وزارة الصحة. وتجدر الإشارة إلى أن الحصبة (بوحمرون) مرض فيروسي خطير، يشكل تهديدا جسيما للصحة العامة على الصعيدين الوطني والعالمي، إذ يتسبب في وفاة طفل واحد كل 4 دقائق عالميا، وفقا لإحصائيات عام 2021 التي أظهرت وفاة 128 ألف شخص بسبب الحصبة في العالم. هذا، وينتقل مرض الحصبة بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، مما يؤدي إلى انتشاره بشكل سريع بين الأفراد غير الملقحين، حيث يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم، فيما تظهر أعراضه على شكل حمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم.