جاء في تقرير أنجزته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أن الإصدارات باللغة الأمازيغية بالمغرب لسنة 2022 – 2023 لم تتجاوز 2 في المائة من مجموع المنشورات. وحسب التقرير، فقد حلّت الإصدارات بالأمازيغية رابعة في الترتيب ب1.51%، بعد الإنجليزية ب %2,58، في حين بلغت نسبة الإصدارات باللغة العربية %78,29 من مجموع المنشورات التي بلغت 3.482 عنوانا. التأخر في التدريس الناشط المدني والحقوقي الأمازيغي، محيي الدين حجاج، في تشخيصه لوضع النشر بحرف "تيفيناغ"، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن "الأسباب كثيرة ومركبة مع بعضها البعض، وترتبط أساسا بما هو تاريخي". وأضاف المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي، محيي الدين، أن غياب الأمازيغية لعقود طويلة من الزمن عن المؤسسات التعليمية ساهم بشكل كبير في عدم تملكها من طرف أفراد المجتمع كلغة كتابة لا على مستوى التواصل. ومنطقيا، يضيف حجاج، أن عدم التمدرس نظاميا على لغة معينة، "لن يستطيع أفراد المجتمع الكتابة بها". ضرورة الاجتهاد والتحفيز ويشير حجاج، ضمن التصريح ذاته، إلى أن هناك معطى ذاتيا في موضوع هزالة النشر بالأمازيغية، يتعلق برغبة الكُتّاب في الكتابة باللغة الأمازيغية، مردفا أن الذين يكتبون بحرف "تيفيناغ" قد يكتبون كتابا واحدا أو إثنين في السنة. في هذا الإطار، دعا المتحدث لضرورة اجتهاد الفاعلين والمهتمين بالشأن الأمازيغي في هذا الإطار، والعمل على الكتابة باللغة الأمازيغية. كما شدد على أهمية تدريس الأمازيغية في المؤسسات التعليمية، و"العمل على تقوية هذا الورش بشكل أكبر، حتى يتملكها جميع المغاربة، باعتبارها رصيد الجميع، ويجعل الكتابة بها أمرا ممكنا"، على حد تعبيره. وضع عاشته العربية من قبل واقترح حجاج أيضا العمل على تحفيز الكتاب باللغة الأمازيغية وتشجيعهم والزيادة في عدد الجوائز والمسابقات المتعلقة بالإنتاجات الأدبية والفكرية الأمازيغية. واسترسل المتحدث بأن الوقت كفيل بأن تجد الكتابة بالأمازيغية موطئ قدم لها في الساحة، مردفا أن نفس هذا الإشكال عاشته اللغة العربية بعد الاستقلال، حينما كان الجميع متأثرا بالمد الفرنكوفوني، ويكتبون بالفرنسية. لغة بعيدة عن طموح الدستور النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، حنان أتركين، قالت في تعليقها على التقرير المذكور، إن اللغة الأمازيغية "لازالت بعيدة عن الوصول إلى الطموح والسقف الذي حفظه لها الدستور باعتبارها لغة رسمية". وقالت أتركين إن هزالة الرقم الذي تم الوصول إليه، "لا يسائل فقط الإبداع والكتابة باللغة الأمازيغية، بل يسائل كذلك التحفيزات المقدمة له، حتى يصل إلى المكانة اللائقة بهذه اللغة والثقافة والهوية ضمن الهوية المغربية الموحدة الغنية بتنوعها وتعدد روافدها". وأوضحت المتحدث، في سؤال كتابي لها، أن تشجيع الإبداع والنشر باللغة الأمازيغية يطرح العديد من الأسئلة، ومن بينها سؤال الدعم العمومي، والكيفيات التي يمكن أن يساهم بها في الرقي باللغة الأمازيغية، عبر الإنتاج الفكري والمعرفي الصادر بها وبحرفها تيفناغ. تفاصيل التقرير كشف تقرير جديد عن وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، لسنتي 2022 و 2023 أن حصيلة النشر المغربي لسنة 2022 – 2023 بلغت ما قدره 3.482 عنوانا بمعدل إنتاج سنوي يقدر ب 1.741 عنوانا. وقال التقرير الذي نشرته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، بمناسبة انعقاد الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط إن هذه الحصيلة تتضمن المنشورات الورقية والرقمية على حد سواء. أما حصيلة المجلات المغربية المتضمنة في الحصيلة فقد بلغت في فترة التقرير 496 عددا. وبحسب التقرير، فإن المنشورات الورقية تمثل نسبة 92% من حصيلة النشر المغربي في المجالات المعرفية التي يشملها التقرير (العلوم الإنسانية والاجتماعية والإبداع الأدبي)؛ أما بالنسبة لحجم النشر الرقمي، فقد تحدد في فترة التقرير في 968. وقال التقرير إن معظم الإنتاج الرقمي باللغات الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية بنسبة 67,02) على شكل إصدارات مؤسسات عمومية وهيئات رسمية، والمؤسسات العاملة في مجال البحث، فيما قارب الإنتاج الرقمي باللغة العربية الثلث، وأغلبه تعريب لما صدر رقميا عن المؤسسات العمومية باللغات الأجنبية، وإصدارات محتشمة لبعض مراكز البحث.