إصلاح صناديق التقاعد من جديد!! فمسكين ذاك الأجير والموظف الذي أرهقه ثالوث الكبر والتعب والمرض، لطول مدة العمل وسنون الكفاح من أجل العطاء، علاوة على الغوص في ضمان مرتعش للقمة العيش له، ولأسرته ولأفراد من عائلته الصغيرة والكبيرة، الذين بحكم الواقع المؤلم ربما تقطعت بهم السبل، فثم إدخلهم وفق ثقافة مترسخة لدى المغاربة ومتأصلة من دين حنيف، إدخالهم في خانة التضامن الأفقي، التضامن القاهر للجيب، والعقل، والنفس، والوجدان وغير ذلك كثير.. لذا، نعود ونكرر، فتعميع تمديد سن التقاعد على الجميع بدون استثناءات، ظلم إنساني وأخلاقي جارح..فلا يعقل لمن يمارس مهن مرهقة، نفسيا، جسمانيا، ولمدة ليست لا بالقصيرة ولا بالمتوسطة، بل طويلة مرهقة، وأصيب بأمراض قد تكون مزمنة، أن تطبق عليه إصلاحات تساهم لربما في التعجيل بذهابه لعالم الغيب، وتوديع عالم الشهادة.. إن من قضى في مهن قساة الظروف ازيد 20 سنة ليس كمن هم في المكاتب المكيفة المريحة..نفس الأمر ينطبق على من أرهقتهظ عوارض المرض الفجائي غير المتوقع والمتحكم في مساراته..والتي تخضع لأمل اسمه البحث عن العلاج وتكاليف العلاج وكفى! يا إصلاح، لا تعجل بذهاب الإنسان لحياة الوداع وقبر البقاء! قبل منحه فرصة الاستمتاع ولو قليلا بأواخر ضعف الحياة!!