هاجم حزب التقدم والاشتراكية تصاعد خطر الإرهاب بالمشرق العربي وتنامي إنشاء الجماعات "الإرهابية" والسكوت عن أعمالها الدامية، واعتبر أن الواقفين وراءها أو الذين غضوا الطرف عن ترعرعها، يستفيدون من أعمالها الدامية عبر الدفع بالقضية الفلسطينية "خارج دائرة رادارات الاهتمام". واعتبر الحزب الشيوعي في تقرير مكتبه السياسي الذي عرضه الأمين العام نبيل بنعبد الله صباح اليوم، على أعضاء اللجنة المركزية للحزب بمدينة سلا، أن الإرهاب بالمنطقة يستفيد منه من يريد صرف النظر عن القضية الفلسطينية وجعلها في عداد القضايا المنسية، أو "في أحسن الحالات، لتتدحرج إلى مرتبة ثانوية". وعلى رأس المستفيدين من أعمال "الجماعات الإرهابية الطاغية في منطقة الشرق الأوسط، تحت غطاء الإسلام الذي هو منها براء"، حسب التقرير الذي تتوفر جريدة "العمق المغربي" على نسخة من نصه، هو الاحتلال الإسرائيلي "الذي ينكل بالشعب الفلسطيني ويحتل أراضيه ومنها القدس الشريف". نبيل بنعبد الله، أثناء عرضه لتقرير مكتبه السياسي على برلمان حزبه المنعقد اليوم السبت بسلا، عبر عن استنكار حزبه لما يعيشه "أشقاؤنا الفلسطينيون" من "مختلف أشكال الإرهاب المسلط عليهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم"، وكذا لما تشهده منطقة "شمال إفريقيا والشرق الأوسط" من اضطربات وعدم استقرار، خاصة في العراق وسورية واليمن وليبيا وبدرجة أقل تونس. وعبر بنعبد الله باسم حزبه عن "التضامن المطلق واللامشروط مع كفاح الشعب الفلسطيني الصامد بقيادة قواه الحية المناضلة، من أجل إقرار حقوقه الوطنية المشروعة". كما دعا سائر القوى الوطنية والديمقراطية، في المغرب وعبر العالم، إلى العمل، بكل أشكال الدعم والمساندة، من أجل أن تسترد القضية الفلسطينية مكانتها كقضية مركزية وذات أولوية قصوى، حتى تتصدر الاهتمامات ويتم التعاطي معها على نحو يحول دون مواصلة الاحتلال "الإسرائيلي" الغاشم عزلها ومحاصرتها، عبر استغلال الانشغالات الداخلية للدول العربية وتفاقم النزاعات البينية، القائمة منها فعلا أو المفتعلة افتعالا. وتابع الحزب المشارك في الحكومة في تقريره، "ونحن، في حزب التقدم والاشتراكية، نتابع بقلق كبير وألم عميق هذه الأوضاع الكارثية، وما تعانيه الشعوب المعنية، جراء ذلك، بدرجات متفاوتة وفي ظل عجز تام لجامعة الدول العربية وفتور التضامن الدولي ووهن التحرك الديبلوماسي، من فوضى عارمة، وخراب واسع، وتدمير مهول، وتقتيل وترهيب وتهجير وشتى أصناف الفظائع والفواحش التي ترتكبها الدواعش". إلى ذلك، هاجم حزب الكتاب التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بخصوص قضية الصحراء المغربية التي وصف فيها سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ب "الاحتلال"، ووصف زيارته للمنطقة العازلة الواقعة ضمن الأراضي المغربية، ب "الانحراف عن واجب الحياد المفروض أن يتحلى به كبير موظفي هذه الهيئة الأممية". وشدد أن الأمر لا يتعلق ب "فلتة لسان أو انزياح لفظي عابر أو إشارات عفوية لاإرادية"، وإنما هو "انحياز مبيت، سافر ومفضوح لطروحات الجهات المعادية لوحدتنا الترابية"، وأنه "تجاوز غير مقبول نهائيا لدور ومهام موظف مكلف من قبل مجلس الأمن الدولي بأداء دور الوسيط الذي لا يحق له بتاتا الخروج عن نطاق الحياد، وغير مسموح له إطلاقا بالتحرك خارج إطار التوجهات الواضحة للمنتظم الدولي". ووصف تقرير الهيئة المسيرة للحزب الشيوعي، أن هذه التطورات التي تعرفها القضية الوطنية الأولى لدى المغاربة، "على درجة كبيرة من الخطورة"، وأنها تندرج في سياق الأوضاع الجيوسياسية "المأساوية"، و"الحافلة بالتحديات والحابلة بالتهديدات" بالمنطقة. واعتبر أنها "مناسبة لنلح، مرة أخرى، على ضرورة الاستمرار في منهجية اليقظة والحزم والتعبئة، سياسيا وديبلوماسيا وعسكريا، مع تثمين الجبهة الداخلية وتقويتها، من خلال تعميق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتكريس التجربة الديموقراطية المتفردة والقائمة على تلازم الإصلاح والاستقرار، وتفعيل الجهوية الموسعة وتعزيز الجهود التنموية المتكاملة"، وفق تعبير المصدر.