لازالت سفينة حزب الأصالة والمعاصرة لم ترسو بعد على الإسم الذي سيقودها خلال الولاية المقبلة، حيث لازالت ألسنة الباميين تبحث في هوية الأمين العام المقبل، بعد تراجع أسهم عبد اللطيف وهبي الزعيم الحالي داخل بورصة السياسة ودهاليز حزب الجرار. فاطمة الزهراء المنصوري البديل المعول عليه لم تقم بعد بالتسخينات اللازمة لدخول ملعب المنافسة على الزعامة في انتظار تلقي الإشارة من الطاقم التقني للحزب، الذي لا زال يتكتم -وكالعادة عند كل محطات المؤتمرات- عن التشكيلة الرسمية التي سيلعب بها خلال أربع سنوات، والتي غالبا ما تعرف العديد من المفاجآت حيث تحمل أسماء جديدة ببطاريات ذات "حمولة" طاقية" لا تتجاوز مدة صلاحيتها أربع سنوات في أبعد تقدير. عودتنا احزابنا عن الحسم القبلي في زعيمها حتى قبل التفكير في الإعلان عن تاريخ مؤتمراتها بعيدا عن منطق المفاجأة، وفي إطار الحفاظ على وحدة الحزب والزعيم والمكتب السياسي، حيث تجد الشارع السياسي يعرف الزعيم والزعيمة وأخ وصهر الزعيم و... قبل مؤتمر الحزب بشهور إن لم نقل بسنة. لماذا الباميون يخرجون عن الصف؟، لماذا يتساءلون عن هوية زعيم حزبهم والمؤتمرات الوطني على الأبواب إن لم نقل دخل من الباب؟ لماذا ترك الباميون تائهون بين المنصوري تارة والسكوري تارة وبنسعيد البامي وليس الإشتراكي تارة أخرى ، وبين إسم لا يعرفون هويته ولا فصله أصلا، لا يعرفه غير الطاقم التقني الذي سيكشف عنه دقائق قبل دخول مباراة المؤتمر الوطني لحزب الجرار. هل هي صدفة أم خطة عمل جديدة تدخل حقل السياسة المغربي في إطار عقلنة ودمقرطة المشهد الحزبي، ام هي دروس يجب أن يحفظها أبناء البام، وأن حزبهم ليس حزبا عاديا، ولا يقارن بباقي الأحزاب التقليدية، فهو حزب عصري حداثي له قواعده الخاصة، فأمينه العام لا يتجاوز أربع سنوات في أعلى تقدير ويمكن تعويضه باحتياطي في أي توقيت من المباراة، والقاعدة الثانية: لا يمكن معرفة الأمين العام لحزب الجرار إلا بعد العثور على مفتاح الكنز من قبل المؤتمرين حيث يفتح صندوق الكنز عفوا الأمين العام ليتم التصويت عليه، أما الائحة النهائية لأعضاء المكتب السياسي لا تعرف بشكل نهائي إلا بعد رضا الزعيم المنتخب. الأصالة والمعاصرة شبيه بالمنتخب المغربي، كان مقبلا على نهائيات كأس العالم والمغاربة يرفضون وحيد الشبيه بوهبي، ولقجع يرفض الكشف عن بديل وحيد إلا عن بعد أسابيع من كأس العالم، وجاء وليد راكبا حصان النجدة وبلاعبين محترفين ليصل للنصف النهائي، كما فعل وهبي جاء بمحترفين انتخابيا ممتطيا جراره ليحرث حقول حكومة عزيز أخنوش. زعيم البام ربما لازال هو بنفسه لا يعرف أنه سيكون زعيم للحزب الثاني المشارك في الحكومة، وربما قد تكون أولى قراراته الخروج منها، والعودة للمعارضة استعدادا للانتخابات المقبلة، هذا الزعيم (ة) المنتظر ربما دخل في معسكر تدريبي مغلق استعدادا لأخذ مقود الجرار، وراكبوه يجهلون هوية السائق. الباميون حائرون... تائهون.. يتساءلون من يكون زعيمهم المقبل. إنه الاستثناء الحزبي.. في زمن ترسيم وتخليد الزعماء