صدر يوم 10 يناير 2024 تقرير لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي عن المخاطر المرتقبة في سنة 2024 على المستوى العالمي، بالاعتماد على استطلاع آراء أكثر من 1400 خبير ومتخصص في مجالات متنوعة، وخلص التقرير بناء على هذا الاستطلاع الذي تم تنظيمه في شهر شتنبر 2023 إلى أن المخاطر العالمية الخمس الأولى هي بالترتيب: 1- التغيرات المناخية 2- المعلومات المضللة باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي 3- الاستقطاب الاجتماعي والسياسي 4- أزمة تكلفة الحياة 5- التهديدات السيبرانية إذا من خلال هذا الاستبيان، ودراسات كثيرة، وواقع الحال، فإن موضوع التغيرات المناخية، هو الموضوع الذي يجب أن يحظى باهتمام كبير من قبل المجتمع المدني. لكن في عالمنا العربي عموما لا يزال هذا الاهتمام محدودا في عدد قليل من الجمعيات في كل قطر. ونشاط بعض الجمعيات العربية المهتمة بالمناخ بدأت تشوبه عدة شوائب ونقائص، وما يهدد مصداقيتها أكثر هو بعض المسلكيات غير الأخلاقية التي بدأت تظهر على مواقفها وآرائها. عموما، هناك أخلاقيات وقيم مشتركة كثيرة بين مختلف أنواع النضال الجمعوي ومجالاته، لكن لا بد من التركيز على عدد من الأخلاقيات في مجال النضال المناخي من قبل هيئات المجتمع المدني، بل ينبغي أن نتبناها كفاعلين جمعويين ونعمل على تسطيرها كميثاق أخلاقي يوجه نشاطنا ويصبح مرجعية نتحاكم إليها أو نعتمدها عند تقويم عملنا. دواعي هذا التنبيه ما يلاحظ من ظهور بعض السلوكات والتصرفات من قبل بعض الهيئات والأفراد المنخرطين في العمل المناخي في بابه النضالي والترافعي. فلقد لوحظ أن البعض يحابي الجهات المانحة لمنظمته أو حكومات بلده أو الحكومات المنظمة للفعاليات المناخية خصوصا الكوب...وللأسف هذه السلوكيات آخذة في التوسع في الجسم الجمعوي، دون أن يكون طاغيا، لكن وجب الحذر والتنبيه حتى لا يستفحل ونحيد عن دربنا الذي آمنا به جميعا وعملنا في إطاره. وعليه أقترح مجموعة من القيم والأخلاقيات التي علينا أن نذكر بها دائما بعضنا البعض، دون الادعاء بأنني استوفيتها كلها: 1- الاحترام الواجب للدول والشعوب والهيئات والأفراد لا يمنع من توجيه النقد والنصح، بحيث يتم نقد الأعمال والسياسات والممارسات لا أصحابها. وكل الأعمال البشرية هي ناقصة وفيها نسبة كبيرة أم صغيرة من الخطإ والاعوجاج والانحراف، فالكمال لله 2- الالتزام بنقد الأعمال والأقوال لا النوايا والخلفيات غير المعلنة 3- الالتزام بالموضوعية والصدق وعدم الكيل بمكيالين أو مكاييل، والصراحة وعدم المجاملة، مع واجب الاحترام دائما للمنتقد 4- ضرورة الاعتقاد والإيمان بأن نقدنا هو عن علم نسبي غير يقيني، وهو اجتهاد يصيب ويخطئ، وبالتالي عند اكتشاف أخطائنا نعترف بها ولا نخجل، ونقدم اعتذارنا 5- واجب الاعتراف بكل عمل حسن، وتثمينه وتهنئة صانعيه، فالمناضل لا ينبغي أن يتجاهل نصف الكأس المملوء وفي الأخير، أوصي الجمعيات العاملة في المجال المناخي بأن نجعل من اتفاق باريس مرجعنا الأساسي، وأن يكون محور عملنا ونضالنا هو العدالة المناخية، ذلك لأن العدالة المناخية هي قضية أخلاقية وقضية إنسانية بامتياز. * أحمد الطلحي، فاعل جمعوي وخبير في البيئة والمناخ