اختتم الاجتماع الوزراي التنسيقي حول المبادرة الدولية للملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وسط ترحيب وشكر كبيرين من طرف وزراء خارجية دول مالي والنجير وبوركينا فاسو وتشاد، الذين عبروا عن شكرهم للملك واستعدادهم المطلق للانخراط في إنجاح المبادرة التي ستساهم في تنمية دول المنطقة. وأجمع الوزراء الأربعة في الندوة الصحافية في ختام الاجتماعي الوزاري التنسيقي، السبت بمراكش، على وصف المبادرة الملكية ب"الهامة جدا والطيبة"، معتبرين أن المغرب "كان دائما شريكا لدول الساحل"، وأن المبادرة الملكية "ستفك العزلة عن الدول الأربعة"، و"تجيب عن إشكالياتها الأساسية". وفي هذا الصدد، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن المبادرة الملكية "امتداد للعناية التي يخصها الملك لمنطقة الساحل"، مشيرا إلى الاهتمام الملكي بالمنطقة منذ توليه العرش حيث أصدر قرارات عام 2000 بإلغاء الجمارك على بضائع الساحل وإلغاء كل ديونها. وأكد بوريطة أن "البيان الختامي الذي وافق عليه المشاركون يعبر عن دعم المبادرة، وتقديم الشكر للملك، ويؤكد انخراط الدول في المبادرة والمشاركة بإرادتها، مع تفعيل المبادرة في أقرب وقت ممكن". من جهته قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية مالي، عبد الله ديوب، إن المبادرة الدولية للملك محمد السادس "تجيب عن الأسئلة المقلقة لسكان المنطقة، وهي مبادرة مهمة جدا وطيبة بالنسبة إلينا ونشكر الملك محمد السادس". وأضاف ملك المغرب منذ توليه العرش "كان مهتما بشعوبنا وتحقيق الازدهار لبلداننا"، وأن المبادرة ستمكن من "إعادة تأهيل البنيات التحتية الإقليمية وخلق شبكة اتصال مع الدول الأخرى". وأشار إلى المغرب يتميز في شركاته باحترامه لسيادة الدول الشريكة وأنه بلد موثوق، وأنه "شريك فاعل ونجاع وسنعمل معه على مشاريع طويلة الأمد"، كما دعا الملك محمد السادس إلى زيارة دول مالي في أقرب وقت و"ينيرها بمبادراته الإيجابية". بدوره، قال وزير خارجية النيجر بكاري ياو سانغاري "سعيدون جدا بهذه المبادرة لأنها قادمة من شريك فعال جدا هو المغرب"، مشيدا بكون الملك محمد السادس "لم ينتظر أن يدعوه الساحل ليتعاون معه، بل كانت المنطقة دائما ضمن السياسات والاستراتيجية المغربية". وتابع "المغرب شريك فعال يحترم وحدتنا وشريك أساسي يحترم سيادتنا واستقلال بلادنا، ونحن نشجع المشروع الملكي الذي يشجع تطور وتنمية بلادنا". واعتبر أن هذه المبادرة ستعود بالنفع على عدة دول إفريقية وليس فقط الدول التي يصعب عليها الوصول إلى المحيط الأطلسي، وأنها ستمكن بلاده من ترويج منتجاتها على المستوى الإفريقي والدولي وإيصال المنتجات الدولية إلى النيجر. وأضاف "هذا المشروع سيمكننا من تطوير وتأهيل بنياتنا التحتية وسيسمح بأن نواجه بعض المشاكل الداخلية في بلادنا وأن نزدهر، وسيتيح لنا تنفيس الاكتظاظ الذي تعرفه بلداننا، سيساعدنا على فك العزلة على مجموعة من المنتجين وتطوير الشركات الإقليمية والدولية". وخلص إلى أنها "فرصة مهمة جدا وهائلة ونحتاجها كثيرا لمواجه المشاكل التي تعاني منها النيجر مؤخرا"، مسترسلا "وجدنا أنفسنا بلدا معزولا أمام مجموعة من الحدود المغلقة خصوصا أننا نعرف ضعفا ولم نطور مواردنا الطبيعية ومؤهلاتنا، ونعول على المبادرة الطيبة والاستفادة منها بأكبر شكل ممكن، نجدد الشكر الجزيل للمغرب باعتباره دولة شقيقة وصديقة للنيجر". أما وزير الخارجية والتعاون الإقليمي بجمهورية بوركينا فاسو كاراموكو جان ماري تراوري، شدد على أنه بلاده "لا يمكنها تجاهل المبادرة الطيبة التي تسمح لها بالولوج إلى المحيط الأطلسي"، خصوصا وأنها "تعرف عزلة كبيرة وسياق اقتصادي صعب"، معبرا عن شكره للملك محمد السادس. وأضاف "الساحل طالما عانى من المشاكل التي تنتقص من مورده، وكثير من الأشخاص الذين يتحدثون عن الساحل لا يعرفون إلا الكلمة، في حين نحتاج أن تكون لنا نظرة مغايرة تركز على الأمور التي نحتاجها". وأكد أن المبادرة الملكية "أتت في وقت مناسب"، وأنها قادرة على تعزيز الشراكة بين البلدين وتحقيق نتائج إيجابية، وكذا تشجيع أخذ بوركينا فاسو لقرارها ومصيرها بيدها. في السياق ذاته، لم يفوت المدير العام لإفريقيا والاندماج الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، أبكار كورما، الفرصة لتقديم الشكر للملك محمد السادس، متوقفا على احترام المغرب لسيادة الدول الشريكة بالقدر الذي يتمتع بسيادة كاملة وحدة ترابية. وأشاد الوزير البوركينابي بميناء الداخلة الأطلسي الذي أكد أنه سبق له زيارة ورش تشييده و"أعجب بكون الخبراء والقائمين عليه مغاربة وعدم وجود الأجانب"، وهو ما اعتبره "فخرا لإفريقيا وللمغرب". وقال المتحدث "نبحث عن شريك يقوم بدعمنا إيجابيا وسلميا وفي الحلوة والمرة ويتناول معنا الطعام الجيد في أوقات الرخاء والأوقات الصعبة".