كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن معطيات تتعلق بصفقة إنشاء وصيانة أكبر محطة لتحلية مياه البحر في إفريقيا، والتي ستقام في الدارالبيضاء، وقد آلت الصفقة لصالح مجموعة "أكوا" من خلال شركات "أفريقيا غاز" و"ڭرين أوف إفريقيا" بالتعاون مع الشركة الإسبانية "أكسيونا". وأثناء الندوة الصحافية للناطق الرسمي باسم الحكومة التي تلت اجتماع المجلس الحكومي يوم الخميس، أفاد بركة أن السبب وراء منح هذه الصفقة لمجموعة من المستثمرين، دون الكشف عن هويتهم، يعود إلى تقديمهم لثمن أقل، ووصف هذا الثمن بأنه "تاريخي" في المغرب، حيث لا يتجاوز 4.5 درهم للمتر المكعب. وأوضح بركة أن تكلفة تحلية مياه البحر في أكادير، على سبيل المثال، تصل إلى 10 دراهم للمتر المكعب، وبالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط فإنها تصل إلى 5.88 درهم للمتر المكعب. وشدد على أن الصفقة التي سيشرف عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب سيبدأ تنفيذها ابتداءً من يناير المقبل. وأشار إلى أنه في إطار اتفاقيات الشراكات التي وُقعت بين الملك محمد السادس ورئيس دولة الإماراتالمتحدة، ستتم إضافة استثمارات في مجال تحلية مياه البحر، موضحا أن جميع صفقات محطات تحلية مياه البحر ستبدأ تنفيذها ابتداء من عام 2024 في إطار هذه الاستثمارات المقبلة. يشار إلى أن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قدم معطيات وأرقام صادمة حول الوضعية المائية في المغرب، ووصفها بأنها "خطيرة جدا" نتيجة لتأخر هطول الأمطار واستمرار الجفاف للسنة الخامسة على التوالي، مؤكدا أن "المغرب لم يشهد من قبل هذا الجفاف الذي عشناه في السنوات الأخيرة منذ 2019". وأوضح المسؤول الحكومي، أن المملكة تواجه مرحلة حرجة، حيث تشير الأشهر الأولى إلى اتجاه نحو سنة جافة، مشيرا إلى أن معدل التساقطات المطرية لم يتجاوز 21 ملمترا، في حين يتراوح المعدل العادي في السنة حوالي 67 بالمائة. وأشار بركة إلى ارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت المعدل السنوي بحوالي 1.30 درجة خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وكان لهذا الارتفاع تأثير كبير على ملء السدود، حيث لم يتجاوز معدل الملء 23.5 بالمائة، أي ما يعادل 3 مليار و790 مليون متر مكعب. وأوضح الوزير أن نسبة ملء السدود في السنة الماضية كانت 31 بالمائة، بتراجع بنسبة 7 نقاط مقارنة مع 2022، مشيرا إلى أن نسبة ملء سدود سوس ماسة بلغت 11 بالمائة، وأم الربيع 4.75 بالمائة، ومليون 25 بالمائة، واللوكوس 39 بالمائة، وغير زيز غريس 27 بالمائة، ودرعة وادنون 20 بالمائة وتانسيفت 46 بالمائة.