كشف وزير التجهيز والماء نزار بركة، أنه تم تخصيص 20 مليون متر مكعب من مياه سد مولاي يوسف من أجل تزويد مدينة مراكش بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات من قبيل ضم سدود أخرى إلى مزودي المدينة الحمراء بالماء وتقليص أو تعليق عمليات السقي بالمناطق المعرضة للجفاف. وقال بركة في جواب عن سؤال كتابي للنائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار عبد الواحد الشفقي، إن حوض تانسيفت عرف عجزا مقدر بحوالي 50 في المائة عن المعدل السنوي للموارد المائية، وذلك بفعل الجفاف وقلة التساقطات هذه السنة. وأبرز أنه "تم تخصيص حوالي 20 مليون متر مكعب من سد مولاي يوسف لتزويد مدينة مراكش بالماء الصالح للشرب، وإنهاء أشغال قناة الجلب من سد المسيرة، وتحسين شبكة التوزيع لمدينة مراكش من أجل التمكن من تلبية حاجيات هذه المدينة انطلاقا من سد المسيرة". وفي السياق ذاته، أورد أن الإجراءات الاستعجالية التي تم اتخاذها بتنسيق بين مختلف الفاعلين لمواجهة العطش في أربعة أحواض بالمغرب، أفرزت برنامجا لإعادة توزيع العجز وتجاوز تبعاته، ومن بين ما جاء فيه "تقليص أو تعليق عمليات جلب مياه السقي من حقينات السدود بجميع المناطق المعرضة لخطر الجفاف بانتظار تحسن الوضعية المائية، وتعزيز مراقبة عمليات أخذ المياه غير المصرح بها من الأودية والقنوات متعددة الاستعمالات المائية"، إضافة إلى "حفر وتجهيز أثقاب مائية جديدة". وأفاد بركة أن المغرب شهد منذ فاتح شتنبر 2021 وإلى غاية اليوم تساقطات مطرية تراوحت في المعدل بين 10,5 ملم و308 ملم، مبرزا أن ذلك "يشكل عجزا يقدرب 48 في المائة على الصعيد الوطني مقارنة مع معدل التساقطات لنفس الفترة، حيث سجل عجز بنسبة تتراوح ما بين 9 إلى 49 في المائة على صعيد أحواض كير زيز-غريس ودرعة-واد نون وسبوء اللكوس، وأبي رقراق والشاوية. وأضاف أن العجز وصل إلى نسبة تتراوح ما بين 50 إلى 65 في المائة على صعيد أحواض أم الربيع وتانسيفت وسوس-ماسة، وملوية والساقية الحمراء-وادي الذهب. وأبرز أن "معدل التساقطات بحوض تانسيفت بلغ خلال الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2021 إلى غاية 07 يونيو 2022، 120 ملم. وهو ما شكل عجزا بنسبة 50 في المائة مقارنة مع المعدل السنوي 239 ملم"، مضيفا "وقد نتج عن هذه التساقطات المطرية واردات مائية ضعيفة حيث بلغ الحجم الإجمالي للواردات المائية المسجلة بالسدود الكبرى بحوض تانسيفت منذ فاتح شتنبر حوالي 87 مليون مكعب، مما يشكل عجزا يقدر ب 69 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي". وتابع أن "هذا الوضع المائي أثر سلبا على المخزون المائي بالسدود الكبرى حيث بلغ حجم المخزون المائي بتاريخ 20 ماي 2022 حوالي 127.1 مليون متر معكب أي ما يعادل 55.9 في المائة كنسبة ملء إجمالي مقابل 61.3 في المائة سجلت في نفس اليوم من السنة الماضية". وتوقع بركة أن تشهد بعض المراكز الصغرى والتجمعات القروية في بعض المناطق نقصا في مياه الشرب. وقصد تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب بالوسط القروي في هذه المناطق، أكد الوزير أنه تم تخصيص برنامج استعجالي وتكميلي بغلاف مالي إضافي يقدر ب 1153 مليون درهم على الصعيد الوطني، وأفاد أن هذا البرنامج يخص شراء وكراء شاحنات صهريجية لدعم التزويد بالماء الشروب بالمناطق المتضررة من العجز المائي، وتثبيت محطات متنقلة لتحلية المياه الأجاجة، بالإضافة إلى برمجة سدود صغرى وتلية لتنمية العرض المائي على المدى المتوسط والبعيد. واستدرك، "إلا أنه، وعلى الرغم من المجهودات المبذولة في إطار البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الشروب، فإن نسبة مهمة من المنظومات المائية المنجزة تعرف اضطرابات ناتجة بالأساس عن نضوب النقط المائية الجوفية المزودة لهاء وذلك راجع لتوالي سنوات الجفاف".