أعلنت شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية عن استثمار 20 مليون جنيه إسترليني (25.4 مليون دولار) للاستحواذ على حصة أقلية في شركة "إكسلينكس فرست ليمتد" صاحبة مشروع نقل الطاقة النظيفة من المغرب إلى المملكة المتحدة. وقالت الشركة الفرنسية في بيان لها، أمس الأربعاء، إن "Xlinks" تخطط لتطوير مشروع متجدد ضخم في المغرب يجمع بين الطاقة الشمسية والرياح لتوفير الكهرباء للمملكة المتحدة عبر أطول كابل كهربائي بحري في العالم (أربع كابلات عالية الجهد بقدرة 1.8 غيغاواط)، وبطارية ضخمة بقوة 5 غيغاواط مخصصة لتخزين الطاقة، والهدف هو تزويد أكثر من 7 ملايين منزل في بريطانيا بالكهرباء، ما يعني تغطية 8% من احتياجات المملكة المتحدة من الكهرباء. ونقل بلاغ الشركة عن سيمون موريش، الرئيس التنفيذي ل "Xlinks"، قوله: "نرحب بأكبر شركة طاقة في أوروبا لدعم رؤيتنا الطموحة. إلى جانب المساهمة في رأس المال سيساهم استثمار توتال إنرجيز في تزويدنا بالخبرة الفنية". وقال فينسنت ستوكوارت، نائب الرئيس الأول للطاقة المتجددة في TotalEnergies: "يسعدنا الانضمام إلى مشروع إكسلينكس ومستثمريه لدعم تطوير شركة رائدة وطموحة، هذا المشروع المبتكر سوف يستفيد من خبراتنا في تطوير مشاريع الطاقة المتكاملة والكبيرة"، وفق المصدر ذاته. يذكر أن "إكسلينكس" تأسست عام 2019 وانضمت إليها شركات مثل "أكتوبوس إنيرجي" و"شركة أبوظبي الوطنية" (طاقة). ويقوم مشروع الشركة على توليد الكهرباء من الشمس والرياح وتخزينها في بطاريات في جنوب المغرب ونقلها عبر كابلات بحرية إلى المملكة المتحدة بطول 3800 كيلومتر. وصنفت الحكومة البريطانية، مشروع الربط الكهربائي القاري البحري بين المغرب والمملكة المتحدة، على أنه "ذو أهمية وطنية"، بحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" عن وزير الطاقة البريطاني "كلير كوتينيو". ومن المنتظر أن يربط مشروع الربط القاري عبر البحر لنقل وتصدير الطاقة النظيفة من المغرب نحو بريطانيا، الذي يعود لشركة Xlinks ، منطقة كلميم وادنون بالمغرب بالجزء الجنوبي من المملكة المتحدة، على مسافة 3800 كيلومتر. ويعتقد وزير الطاقة البريطانية، أن مشروع Xlinks سيكون له دور فعال في تطوير نظام الطاقة بما يتماشى مع التزام المملكة المتحدة بالحد من انبعاثات الكربون، كما أنه يتماشى مع أهداف الحكومة البريطانية لضمان إمدادات طاقة آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة للسكان. وفي شهر مارس الماضي، أبدت الحكومة البريطانية اهتمامها بمشروع Xlinks، حيث نشرت ورقة سياسية بعنوان: "تعزيز قوة بريطانيا: خطة أمن الطاقة"، وذلك لدراسة جدوى مشروع الربط القاري عبر البحر لنقل وتصدير الطاقة النظيفة من المغرب نحو بريطانيا. وأعلنت الحكومة البريطانية عبر هذه الوثيقة، أنها تدرس جدوى ومزايا مشروع Xlinks Morocco – UK Power Project، لفهم كيف يمكن أن يساهم في أمن الطاقة في المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرته شركة Xlinks الخاصة صاحبة المشروع، ضمن بيان منشور على موقعها. ووفقا للبيان ذاته، فإن هذه الوثيقة، تحدد خطة الحكومة البريطانية لمستقبل إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة، وتوضح كيف ستقوم الدولة بتنويع إنتاجها من الطاقة من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، لضمان أمنها في مجال الطاقة والمناخ والاقتصاد. ويشمل هذا المشروع الضخم إنشاء أطول خط كهربائي بحري في العالم، على مسافة 3800 كيلومتر، وتقدر قيمة إنجازه بنحو 16 مليار جنيه إسترليني، حوالي 200 مليار درهم. من ناحية أخرى خصص المغرب الوعاء العقاري الذي ستنجز فوقه بمحطة بتوليد الطاقة الريحية والشمسية التي سيتم نقلها عبر هذا الخط، ويتواجد العقار المخصص بجهة كلميم واد نون. ومن شأن هذا المشروع، وفق المعطيات المتوفرة، أن يزود أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء. وسيتم الشروع في مد الكابلات في البحر في سنة 2025، على أن ينتهي الجزء الأول من المشروع في عام 2027، في أفق أن ينتهي الجزء الثاني في سنة 2029. وفي وقت سابق كشفت مؤسسة "Scottish Enterprise" الاسكتلندية عن عزمها تحويل محطة هنترستون النووية إلى مصنع لإنتاج الكابلات ذات التيار العالي، اللازم لهذا المشروع، بتكلفة إجمالية بلغت 9 مليون جنيه استرليني. وتعمل الشركة الاسكتلندية حسب تقرير لمنصة الطاقة، على إعادة توظيف المحطة، بهدف تصنيع كابلات الجهد العالي بقيمة 1.4 مليار جنيه استرليني، لفائدة مشروع الطاقة الخضراء لمؤسسة "Xlinks" العاملة على تزويد شبكة المملكة المتحدة بالكهرباء المولد من الطاقة النظيفة القادمة من المغرب.