يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وهو الأكبر في قطاع غزة، لقصف غير مسبوق من الجيش الإسرائيلي، حيث تكدست جثث الشهداء داخل المجمع دون أن يتمكن العاملون من دفنها. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، اليوم السبت، أن مجمع الشفاء الطبي، خرج عن الخدمة بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لكل شيء يتحرك داخل المجمع. وقال القدرة في تصريحات أوردها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: "نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي في هذه الأثناء، وهناك عدد كبير من المُسيرات في كل الاتجاهات". وأضاف المسؤول الفلسطيني: "نستطيع القول أن مجمع الشفاء توقف عن العمل وخرج عن الخدمة بسبب استهداف الاحتلال لكل شيء يتحرك داخل المجمع". وأشار إلى "توقف قسمي العناية المركزة والأطفال وأجهزة الأوكسجين عن العمل"، مضيفا: "فقدنا مريضين والبقية مهددون بالموت في أي لحظة بسبب كثافة النيران داخل المستشفى". وكشف القدرة أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف الطابق الخامس في مبنى الجراحة داخل مجمع الشفاء الطبي في هذه الأثناء ولا نستطيع التنقل من مبنى لآخر داخل مجمع الشفاء بسبب كثافة القصف وكثافة النيران. من جانبه، كشف المدير العام لمجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، أن الاحتلال قصف الخط الرئيسي للأكسجين، وبالتالي حكم على جميع مرضى الأجهزة بالموت. وأورد أن "جثث الشهداء أمامي الآن ملقاة ولا نستطيع دفنها مطلقاً بسبب كثافة النيران داخل المجمع واستهداف طائرات الاحتلال المسيرة لأي شيء يتحرك". وأوضح المتحدث أن الوضع حاليا "كارثي ولا يمكن وصفه بأي كلمة، لا يوجد لدينا مياه ولا طعام ولا كهرباء"، موضحا أن الاحتلال "حكم على كل الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي بالقتل والموت مع سبق الإصرار والترصد". وأشار إلى أنه تم التواصل مع منظمة الصليب الأحمر و"أوتشا" ومنظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الدولية، وكلهم اعتذروا عن تقديم أي مساعدة لنا، وفق تعبيره. ولفت أبو سليمة إلى أن "المجتمع الدولي ودول العالم والعالم العربي والإسلامي يتفرجون علينا والأطفال والنساء، والجرحى يموتون أمامنا دون أن نستطيع خدمتهم". ولليوم ال36 على التوالي، تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، جوا وبرا وبحرا، حيث تجاوزت حصيلة الشهداء 11 ألف شخص، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا، وإصابة 27490 بجراح مختلفة، حتى مساء الجمعة.