أكد تقرير طبي صادر عن إدارة مستشفى 20 غشت 1953 بالدار البيضاء، إصابة عدد من مرضى ضعف البصر بمضاعفات أدت لفقدان بعضهم للبصر أو العمى بعد تلقي حقنة أفاستين، التي حقنوها بالمستشفى يوم 19 شتنبر الماضي والذين غادر عدد منهم مستشفى 20 غشت أول أمس الجمعة 13 أكتوبر 2023. وأظهرت التقارير الطبية التي توصل بها بعض المصابين، تتوفر جريدة "العمق" على نسخ متطابقة منها، تفاصيل الحالات، ففي وضع أحد المصابين الذي يتجاوز عمره الخمسين سنة، فقد "تعرض لظهور مفاجئ للأرق والألم في العين اليمنى المرتبط بالصداع، وذلك بعد الحقن داخل الجسم الزجاجي ل AVASTIN" قبل عرض للعلاج من جديد. وأظهرت التقارير تفاصيل العلاج والأدوية التي اعتمدته مستشفى 20 غشت للتخفيف من أعراض العمى لدى المصابين، خاصة الأشخاص الذين ظلوا داخل العناية الطبية منذ 20 شتنبر إلى حدود أول أمس الجمعة 13 أكتوبر الجاري. وفي سياق متصل، وجهت الجمعية المغربية لطب العيون رسالة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، تؤكد أن حقنة "أفاستين" التي تم حقنها للمرضى "ضحايا العمى ب 20 غشت"، "غير مرخصة للاستعمال في علاج شبكة العيون". وشددت الجمعية على أن "الحقنة يتم اقتراحها من طرف أطباء العيون بالنظر إلى غلاء سعر دواء آخر، الشيء الذي يثقل كاهل المرضى، ناهيك أن هذه الحقنة لا يعوض عنها من طرف صناديق الحماية الاجتماعية". وغادر بعض المرضى مستشفى 20 غشت والضماضات على أعينهم، بينما أكدوا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، "فقدانهم البصر بسبب آخر حقنة، مؤكدين أنهم سبق وتلقوا الحقنة لأزيد من مرة بشكل طبيعي، لكن حقنة شتنبر شعروا بعدها بألم شديد وانتفخت شبكة العين، وعادوا للمستشفى لتلقي العلاج". وأفاد أحد المصابين لجريدة "العمق"، أنه منذ حقنه بعلاج أفاستين، استمر شعوره بالألم مدة يومين إلى حين أن عاد إلى المستشفى، مردفا "جيت نتعالج وعماوني وخرجونا من الصبيطار ما عرفناش". ضحية أخرى أكدت أنها تلقت الحقنة 8 مرات، وكانت ستضيف ثلاث حقنات آخرى لتكمل العلاج، "لكن حقنة 19 شتنبر سببت لها ألما وتفاجأت بأنها لا تستطيع رؤية أي شيء بعدها بعينها اليسرى". وقال المصابون "إن الحقنة اشتروها من إحدى الصيدليات المجاورة للمستشفى، وسلموها للطاقم الطبي الذي تكلف بحقنها بشكل مشترك لمجموع المرضى ال16 الذين أصيبوا بأعراض العمى مباشرة بعد حقنها". وأصيب 16 شخصا "بالعمى" قيد تلقيهم العلاج بمستشفى 20 غشت بالبيضاء يوم 9 شتنبر المنصرم، "بعد حقنهم بما يشتبه أنه نسخة مزيفة من دواء أفاستين الذي تنتجه شركة روش السويسرية لفائدة مرضى سرطان القولون والمستقيم وغيره من سرطانات النقيلي، فيما سبق للشركة أن أدانت بشدة "عملية التزوير" التي طالت العقار غير المخصص أصلا لعلاج اعتلال الشبكية. وباشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بتعليمات من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، الأسبوع الماضي، الاستماع إلى المرضى "ضحايا حقنة العمى" لتحديد ظروف وملابسات إصابتهم، أثناء تلقيهم علاجا روتينيا بمستشفى 20 غشت التابع للمركز الاستشفائي ابن رشد.