باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بتعليمات من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، الجمعة، الاستماع إلى مرضى "ضحايا الإصابة بأعراض العمى"، أثناء تلقيهم علاجا روتينيا بمستشفى 20 غشت التابع للمركز الاستشفائي ابن رشد. وتفجرت القضية خلال الأسبوع الجاري، رغم أن تفاصيل إصابة المعنيين تعود إلى 19 شتنبر الماضي، حيث عاد خمسة أشخاص لحياتهم الطبيعية بعد نجاح العلاج بينما يستمر 11 شخصا في تلقي بروتوكول علاجي داخل قسم طب العيون ب20 غشت، نتيجة مضاعفات استعمال حقنة سببت لهم أعراض العمى. ويتعلق الأمر ب16 مريضا يعانون من أمراض شبكية العين مع ضعف البصر، تتم متابعتهم على مستوى مصلحة طب العيون بالمستشفى، كانوا قد تلقوا كما العادة، حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا ب"IVT"، بتاريخ 19 شتنبر 2023، وذلك وفقا للمعايير المتبعة في مثل هذه العلاجات. واستمعت الفرقة الوطنية إلى بعض المصابين بمضاعفات الحقنة داخل وخارج المستشفى بناء على شكاية تقدم بها أفراد أحد المتضررين، بينما وجهت استدعاءات لباقي المتضررين لاستكمال مسطرة الاستماع لتحديد ظروف وملابسات الواقعة. وقالت إدارة مستشفى 20 غشت بعد تسرب الخبر، "أنه وبعد يوم من تلقي المرضى الحقنة المذكورة، ظهرت على اثنين منهم أعراض احمرار وألم في العين في اليوم الموالي أي 20 شتنبر 2023 مع نقص في البصر، حيث قام الفريق الطبي باستدعاء جميع المرضى الذين تلقوا الحقنة في 19 شتنبر، وتم إدخالهم للمستشفى ووضعهم تحت المراقبة الطبية ومنحهم العلاجات اللازمة." وغادر خمسة من المرضى المستشفى بعد استكمال علاجهم، "فيما لا يزال الآخرون في يتلقون مزيدا من العلاج تحت مراقبة طبية يشرف عليها أطباء متخصصون وسيغادرون المستشفى بعد استكمال العلاج خلال الأيام المقبلة" بحسب إدارة مستشفى 20 غشت. وفي تفاصيل تقديم العلاج المسبب لمضاعفات أعراض العمى لدى المرضى، قالت المستشفى في بلاغ سبق وتوصلت به جريدة "العمق"، أنه "ووفقا للتوصيات الصادرة عن جميع الجمعيات الطبية الوطنية والعالمية لأمراض العيون، يلجأ أطباء العيون بالمستشفى منذ سنوات إلى استعمال حقن داخل العين لعلاج أمراض شبكية العين المسببة لضعف البصر". وأشار المستشفى، إلى "أن هذه الحقن تشكل قفزة نوعية في علاج أمراض شبكية العين، ويتم استعمالها في كل مراكز طب العيون عبر العالم بغية إبطاء تدهور النظر عند المرضى، مؤكدة الإدارة، أنها "قامت بفتح تحقيق طبي وإداريوتقني لمعرفة ظروف وملابسات هذه الحادثة المعزولة".