مباشرة بعد الهزة الأرضية المدمرة التي ضربت عددا من عمالات وأقاليم المملكة وأودت بحياة حوالي 2500 قتيل، إلى حدود زوال الإثنين، سارعت القوات المسلحة الملكية، بتعليمات ملكية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بشكل مستعجل، إلى نشر وسائل بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني. وجرى اتخاذ التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والحاميات العسكرية للمملكة، للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية، حيث جرى نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة. وسخرت أفراد القوات المسلحة الملكية جرافات كبيرة ومعدات لوجستيكية أخرى هامة وموارد بشرية كبيرة، كما تواصل فرق الإنقاذ، لحدود الساعة، عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض وانتشال ضحايا الزلزال العنيف، حيث كثفت السلطات جهودها للعثور على ناجين بين أنقاض المباني المنهارة، مع مواصلة عمليات الإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة. ومن خلال قدراتها اللوجستية والتكنولوجية، تشكل القوات المسلحة الملكية دعمًا أساسيا للسلطات، لا سيما عندما تواجه الأخيرة صعوبات في الوصول إلى المناطق النائية، حيث دمر الزلزال طرق الوصول الوحيدة إليها. ولطالما كانت القوات المسلحة الملكية خط الدفاع الأول في مثل هذه الأحداث، حيث تم، خلال زلزال الحسيمة عام 2004، الذي خلف 628 قتيلا، نشر القوات المسلحة الملكية أيضا التي تظهر في الأوقات الحرجة والكوارث الطبيعية الكبرى مثل الفيضانات أو أثناء فترات البرد الشديد، إذ كان هذا هو الحال عندما أنشأ الجيش المغربي جسورا جوية لإيصال المعدات إلى السكان النائيين المتواجدين حول المناطق المنكوبة. وتتوفر القوات المسلحة الملكية على موارد تكنولوجية أعلى بكثير من تلك المتوفرة لدى المديرية العامة للوقاية المدنية، خاصة الطائرات بدون طيار التي توفر وقتًا ثمينًا للغاية لاستهداف مواقع التدخل بشكل فعال، إذ تساهم المروحيات في الذهاب إلى مكان الحادث وتقديم الإغاثة للضحايا في أسرع وقت في ظل وعورة الطرق بالمناطق الجبلية. وتقوم قوات الجيش بمجموعة من الأدوار المحورية في مثل هذه الكوارث، بداية بنقل الدم الذي يتم جمعه في جميع أنحاء المملكة فضلا عن القيام بتدخلات الإنقاذ المباشرة، كما يتم توفير طائرات النقل وطائرات الشحن والمروحيات للمشاركة في عمليات الإنقاذ. كما انخرطت القوات المسلحة الملكية في حملة التبرع بالدم الذي تشهدها عدد من مدن المملكة لتعزيز المخزون من هذه المادة الحيوية لعلاج المصابين. ونظمت مفتشية الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية، على مستوى مركز تحاقن الدم بالمستشفى العسكري محمد الخامس الدراسي بالرباط، وكذلك المستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، عملية التبرع بالدم التي تقوم بها عناصر القوات المسلحة الملكية. وجاءت هذه المبادرة الإنسانية في إطار الانخراط التلقائي للقوات المسلحة الملكية في مواجهة آثار هذه الكارثة الطبيعية، ولاقت هذه العملية إقبالا مكثفا من قبل عناصر القوات المسلحة الملكية، في مبادرة تضامنية لإنقاذ أرواح المصابين وتلبية لنداء الوطن في هذه الظروف الاستثنائية.