وجهت جنوب إفريقيا دعوة لزعيم الجبهة الانفصالية "بوليساريو"، إبراهيم غالي للمشاركة في اجتماع "بريكس/إفريقيا" المقرر عقده غدا الخميس 24 غشت الجاري، بجوهانسبرغ، يأتي ذلك بعدما رفض المغرب تلبية دعوة "بريتوريا" لحضور هذا الاجتماع. ووصل غالي إلى "جوهانسبرج" مساء أمس الثلاثاء، على متن طائرة رئاسية جزائرية، بحسب وكالة أنباء الجبهة الانفصالية، والتي زعمت أنه توصل بدعوة رسمية من دول البريكس لقادة القارة الإفريقية للمشاركة في الاجتماع. في سياق متصل، أفاد مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بأن التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب إفريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية. وردا على بعض وسائل الإعلام التي تحدثت، مؤخرا، عن ترشيح مفترض للمملكة للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، أو إمكانية مشاركتها في الاجتماع القادم "بريكس/إفريقيا"، المرتقب عقده يوم 24 غشت بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، قال المصدر إن الأمر لا يتعلق بمبادرة من "بريكس" أو الاتحاد الإفريقي، وإنما بمبادرة صادرة عن جنوب إفريقيا، بصفتها الوطنية. وتوترت العلاقة بين البلدين في المقام الأول بسبب موقف جنوب أفريقيا من قضية الصحراء المغربية ودعمها لجبهة البوليساريو. وأدى هذا الدعم إلى تصعيد التوترات مع المغرب، الذي يعتبر موقف جنوب أفريقيا تدخلا في شؤونه الداخلية. وفي وقت سابق من هذا العام، تمكنت جنوب أفريقيا من إدراج قضية الصحراء المغربية على جدول أعمال اجتماع نواب وزراء خارجية دول البريكس الذي عقد في بريتوريا في أبريل. وأكد البيان الختامي للاجتماع على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء الغربية، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وكان المغرب قد أكد على لسان البعثة الدائمة للمملكة في جنيف، أن جنوب إفريقيا تخدم أجندة معروفة في المنطقة بدعمها لحركة انفصالية مسلحة ضدا على الوحدة الترابية للمملكة. وأعربت البعثة الدائمة للمغرب، بقصر الأممالمتحدة، في إطار أشغال الدورة ال 52 لمجلس حقوق الإنسان، عن أسفها للمغالطات التي أدلى بها وفد جنوب أفريقيا خدمة للأغراض اليائسة لزعزعة الاستقرار من لدن جماعة انفصالية مسلحة. وأوضحت البعثة، في إطار ممارسة حق الرد على وفد جنوب إفريقيا، أن المملكة المغربية ساهمت في النضال من أجل استقلال شعبه، في إطار جهود المغرب لإنهاء استعمار القارة الأفريقية، من خلال استضافة ودعم زعيمها التاريخي، الراحل نيلسون مانديلا.