كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الاثنين بمجلس النواب، أن 18 سدا كبيرا في طور الإنجاز بعدد من مناطق المملكة مما سيمكن من رفع السعة التخزينية للموارد المائية إلى أزيد من 27 مليار متر مكعب. وأوضح الوزير أن المغرب يتوفر حاليا على 152 سدا كبيرا و141 سدا صغيرا، مشيرا إلى أنه تم إنجاز آلاف الآبار والأثقاب المائية لاستخراج المياه الجوفية. وفي نفس الجلسة، قال بركة إن القدرة الإجمالية ل12 محطة منجزة لتحلية مياه البحر حاليا تبلغ 179 مليون متر مكعب في السنة، بالإضافة إلى حوالي 37 مليون متر مكعب تخص تحلية المياه الأجاج. ولفت إلى أن هذه القدرة تعززت حاليا ب 110 مليون متر مكعب بفضل محطتي آسفي والجرف الأصفر اللتين تم إنجازهما من طرف المكتب الشريف للفوسفاط لتزويد مدينتي آسفي والجديدة بالماء الصالح للشرب والماء الصناعي. وأشار بركة إلى أن هذه القدرة ستتطور في السنوات القادمة بمشاريع قيد الإنتاج أو الانطلاق بكل من سيدي إفني وطرفاية والداخلة والدارالبيضاء. وأردف أنه توجد حاليا عدة محطات قيد البلورة أو الإنجاز أهمها محطة الدارالبيضاءسطات بسعة 300 مليون متر مكعب في السنة، والتي من المرتقب الشروع في إنجاز المرحلة الأولى منها في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. ومن المرتقب، بحسب بركة، تمويل المشاريع المستقبلية لتحلية مياه البحر عن طريق اعتماد شراكات بين القطاعين العام والخاص "والتي تعتبر وسيلة فعالة للاستفادة من القدرات الابتكارية للقطاع الخاص وتطوير مجالي الدراسات والإنجازات في مشاريع تحلية مياه البحر وكذا ضمان توفير الخدمات بصفة تعاقدية وتقديمها في الآجال المحددة وبالجودة المتوخاة". وإضافة إلى المحطات المبرمجة في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، سيتم تعزيز هذه المكتسبات عبر عدة مشاريع لتحلية مياه البحر، تطبيقا لتوجيهات الملك محمد السادس، لبلوغ ما يناهز مليار متر مكعب سنويا في أفق 2030، وفق تعبيره. وكشف أن المغرب اعتمد منذ منتصف السبعينات على تحلية مياه البحر لتزويد أقاليمه الجنوبية بالماء الصالح للشرب نظرا لقلة الموارد المائية الاعتيادية بها وذلك عن طريق إنجاز محطات صغرى وأخرى متوسطة، من بينها محطة مدينة العيون ومحطة بوجدور ومحطة طانطان. وأضاف أن توالي سنوات الجفاف، خلال السنتين الأخيرتين، أبان عن هشاشة بعض الأنظمة المائية في شمال ووسط المملكة، وبالتالي فرض ضرورة تنويع مصادر التزود، "وبذلك تم اللجوء إلى تحلية مياه البحر لتأمين تزويد العديد من المناطق بمياه الشرب والسقي من بينها مدينة الحسيمة ومنطقة أكادير الكبرى". الربط المائي وبحسب بركة، فيتم حاليا إنجاز الشطر الاستعجالي من مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، والذي يهم الربط بين حوضي سبو وأبي رقراق بصبيب مائي يصل إلى 15 متر مكعب في الثانية. وقال المتحدث إنه من المتوقع أن يبدأ مشروع الربط بين حوض سبو وأبي رقراق بتوفير صبيب مائي يقدر ب6 أمتار مكعبة في الثانية كمرحلة أولى، وذلك في غضون الصيف الجاري. جاء ذلك خلال جواب الوزير عن سؤال محوري خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، حول تقدم أشغال الربط بمياه الشرب بين الأحواض المائية، قدمه نيابة عنه وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل. ووفق المصدر ذاته، فقد أطلقت في دجنبر 2022 إنجاز مشروع الشطر الاستعجالي للربط البيني بين حوضي سبو وأبي رقراق، ومن سد المنع سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله عبر 66.7 كلم من القنوات وبصبيب 15 متر مكعب في الثانية تبلغ تكلفته 6 ملايير درهم. وأشار الوزير إلى أنه يتم العمل على تسريع إنجاز هذا المشروع الضخم في إطار الجدول الزمني المحدد كما أن الأشغال "في تقدم مستمر". وشدد على أن توجيهات جلالة الملك محمد السادس، في افتتاح البرلمان، تعد خريطة طريق لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية من خلال تسريع إنجاز المشاريع التي يتضمنها البرنامج الأولوي للماء 2020-2027، إلى جانب مشاريع إنجاز شبكات الربط المائي البيني. وأوضح الوزير أن مشروع الربط المائي البيني من الأحواض الشمالية إلى الجنوبية سي مكن من الحد من ضياع المياه إلى البحر، مشيرا إلى أنه رغم سنوات الجفاف المتتالية تم ضياع ما يقارب 2.8 مليار متر مكعب بين سنتي 2019 و2022. هذا المشروع، يضيف المتحدث، سيمكن من حل إشكالية الجفاف وتأثيرها على الموارد المائية وخاصة المخصصة لضمان الماء الصالح للشرب للمواطنات والمواطنين بالمناطق التي تعرف نقصا في هذه المادة الحيوية خاصة في المدن والمراكز المتواجدة بين القطبين المهمين للرباط والدارالبيضاء. وتابع: "اتخدت الوزارة قرار إنجاز الشطر الاستعجالي للربط المائي بين حوض سبو من سد المنع إلى حوض أبي رقراق بسد محمد بن عبد الله لسد الخصاص المائي الذي تعرفه حقينة سد المسيرة منذ السنة الماضية، من خلال تسريع إنجاز هذا الشطر الاستعجالي ليكون جاهزا هذه السنة خاصة وأن مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر لمدينة الدارالبيضاء مبرمجة على مرحلتين ابتداء من أواخر هذه السنة. وأضاف أن هذا الشطر الاستعجالي سيمكن من تحويل 350 إلى 470 مليون متر مكعب في السنة من المياه من سد المنع لسبو لسد سيدي محمد بن عبد الله، إذ سيمكن من التخفيف في استغلال مياه حقينة سد المسيرة. وقال بركة إنه يتم تأمين تزويد الدارالبيضاء الكبرى بالماء الصالح للشرب وتخفيف الضغط على حوض أم الربيع من خلال الرفع من التزويد انطلاقا من حوض أبي رقراق (سد سيدي محمد بن عبد الله) عبر إنجاز قناة للربط بين نظامي التزويد بالماء الشروب لشمال وجنوب الدارالبيضاء الكبرى. كما يتم حاليا إنجاز مشروع إزالة ثلوث المياه بالعالية المباشرة لسد المنع- سبو عبر إنجاز محطات تبخر مرجان الزيتون وتحويل وحدات إنتاج زيت الزيتون وإزالة التلوث الحضري وتلوث الوحدات الصناعية المعزولة بعالية سد المنع بكل من جهة الرباطسلاالقنيطرة وجهة فاسمكناس.