لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يظهر المنتخب الوطني المغربي بوجه شاحب أمام منتخب من حجم الرأس الأخضر، في أول ودية للناخب الوطني، وليد الركراكي، أمام منتخب إفريقي منذ تعيينه على رأس أسود الأطلس في نونبر من السنة الماضية. كتيبة الركراكي ظهرت عاجزة على اختراق دفاعات الرأس الأخضر، كما تأثر أداء المنتخب المغربي بغياب لاعبين مثل عز الدين أوناحي وسليم أملاح، اللذين لم يتم استدعاؤهما بسبب الإصابة، فضلا عن الإبقاء على يوسف النصيري احتياطيا والاعتماد عليه في الجولة الثانية. وبدا زملاء القائد حكيم زياش غير معتادين على اللعب أمام منتخبات إفريقية ترتكز على اللعب البدني والقوة والتراجع للخلف مع الاعتماد تارة على الكرات الطويلة خلف المدافعين والهجمات المعاكسة تارة أخرى. وشكلت مباراة الرأس الأخضر، الذي يحتل المركز 71 في التصنيف العالمي للمنتخبات والمركز 14 قاريا، محطة إعدادية لمدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي قبل السفر نهاية الأسبوع إلى جوهانسبورغ لمواجهة المنتخب الجنوب إفريقي ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم. تباين المستوى استعرض المحلل الرياضي، هشام رمرم، أسباب تقديم المنتخب الوطني المغربي لأداء متواضع أمام منتخب الرأس الأخضر، مؤكدا أن عددا من المعطيات جعلت كتيبة الركراكي تظهر بوجه شاحب خلال هذا اللقاء. وأوضح رمرم، في تصريح لجريدة "العمق"، أن إجراء مباراة ودية أمام منتخب بحجم الرأس الأخضر يختلف كليا عن خوض منافسات كأس العالم أمام منتخبات عملاقة، حيث يختلف، على حد قوله، الحافز للاعبين رغم أننا نتحدث عن لاعبين عليهم أن يخوضوا جميع المباريات بجدية وبنفس العزيمة والإرادة، يضيف رمرم. كما ذكّر المتحدث ذاته بأن المنتخب المغربي لم يدخل اللقاء بالتشكيلة الأساسية حيث عرفت هذه الأخيرة تغييرات كثيرة في جميع المراكز تقريبا، إضافة إلى أن المباراة أجريت، وفق تعبيره، مع نهاية الموسم الذي يعرف إرهاق اللاعبين وكثرة الإصابات. واستطرد: "رغم جميع هذه الإكراهات والظروف كنا ننتظر أداء أفضل من المنتخب لأننا نبني حكمنا على ما قدمه في كأس العالم ودائما لدينا عقدة قارية بأننا غير قادرين على المنافسة إفريقيا وهو الأمر الذي يجب تجاوزه". وختم: "اللعب أمام المنتخبات الإفريقية يتطلب منا أن نصنع ونخلق اللعب عكس المونديال حيث لعبنا أمام منتخبات قوية كانت هي المبادرة لخلق الفرص حيث كنا نكتفي بالدفاع والعمل على استغلال الأخطاء والهجمات المرتدة". المنافسة الحقيقية من جانبه، اعتبر الإعلامي، محمد الروحلي، أنه يتبين من خلال المعطيات، أن المنتخب المغربي أنهى فترة الاستعراض، والتمتع بإيجابيات المشاركة الناجحة بالمونديال القطري، وكان آخرها الفوز المدوي على حساب منتخب "الصامبا"، وجاءت مرحلة العودة للمواجهة القارية، كأساس لا غنى عنه للعبور نحو العالمية. وأوضح الروحلي، في تصريح لجريدة "العمق"، أن منتخب "أسود الأطلس" صاحب المركز الرابع بالمونديال الأخير، تحول إلى خصم مهاب الجانب، ومن المؤكد أن أي منافس ستتم مواجهته مستقبلا، لن يفتح الممرات، ومن المؤكد أنه سيركن للدفاع، وسيسعى إلى استغلال أدنى هفوة ممكنة، قصد تحقيق المفاجأة المدوية... وأضاف: "لعل مواجهة منتخب "الكاب فيردي" الذي يعد من المنتخبات المتوسطة إفريقيا، وما أفرزته من صعوبة في تجاوز منظومته الدفاعية التي رسمها المدرب بيدرو بيترو، حتى بحضور أبرز الهدافين المغاربة، مجرد نسخة مصغرة، لما ينتظر أصدقاء العميد الغائب غانم سايس... وتابع: "صحيح أن مباراة الرأس الأخضر، جاءت بنهاية الموسم، وهناك عياء بدني وإرهاق ذهني، إلا أن الأداء في مجمله طبعته الكثير من السلبية، حيث افتقدت العناصر الوطنية للتركيز والنجاعة الهجومية، طيلة أطوار المواجهة، وهذا ما أقر به المدرب وليد الركراكي نفسه، خلال الندوة الصحفية التي اعقبت المواجهة، حيث اعترف صراحة بصعوبة المهمة في مواجهة منتخبات تعتمد على تكتيك مغلق". واستطرد: "البحث يجب أن يتركز على إيجاد صيغ جديدة للأداء، تختلف عن الصورة التي تم اعتمادها خلال كأس العالم، لان والنهج التكتيكي لوليد أصبح مهضوما، وأسلحته مكشوفة، بالتالي، فإن مواجهته لم تعد مسألة صعبة، ولا مستحيلة، إلا أن الأشكال الذي سقط فيه الفريق الوطني حاليا، هو كيف يمكن تغيير المنهج في غياب الأدوات المطلوبة؟..." وختم: "على هذا الأساس، فإن الطاقم التقني مطالب بتغيير البوصلة، نحو أفق إفريقي يختلف كليا عن أجواء المونديال، فللقارة السمراء حقائقها وطقوسها، وأيضا تضاريسها ومناخها، وكل هذه المعطيات لابد من استحضارها من جديد، حتى لا يسود الاعتقاد أن التألق بقطر، يفتح تلقائيا الطريق للتوهج بالمواعيد الإفريقية". تنظيف محيط المنتخب أثار تواجد الدولي المغربي السابق، المهدي بنعطية، داخل غرفة تغيير ملابس المنتخب المغربي إلى جانب الناخب الوطني، وليد الركراكي، غضب عدد من المتابعين والمحللين، مطالبين بتنظيف محيط الأسود من أي أمر يؤثر على الجو العام. وفي هذا الإطار، قال المحلل الرياضي، جمال اصطيفي، إن "أي منتخب في العالم يحتاج إلى التحصين وإلى تنظيف محيطه، حتى يحافظ اللاعبون على تركيزهم، وحتى تكون الأجواء جيدة"، مشيرا إلى أن نزول المهدي بنعطية إلى غرفة ملابس اللاعبين ومرافقة الطاقم التقني، أمر لا يجب أن يتكرر". وأضاف في تدوينة على صفحته على "فيسبوك": "المهدي بنعطية لا يحمل اليوم صفة عميد سابق للمنتخب الوطني، بل إنه وكيل للاعبين، هدفه الأول وضع اليد على اللاعبين حتى يربح ماليا من صفقات انتقالهم". وختم: "لقد كنا دائما نتحدث عن ضرورة إبعاد وكلاء اللاعبين عن محيط المنتخب، والمهدي بنعطية هو اليوم وكيل للاعبين، عليه أن يحترم نفسه ويحترم عمله، وأن لا يحرج الجامعة أو المدرب وليد الركراكي، ويستغل صفته كعميد سابق، هذه التفاصيل مهمة، والمنتخبات الكبيرة لا تهمل التفاصيل". يشار إلى أن المنتخب المغربي ضمن تواجده في نهائيات كأس الأمم الإفريقية بساحل العاج، التي ستقام مطلع السنة المقبلة، علما أنه يحتل حاليا صدارة المجموعة 11 بست نقاط، متبوعا بجنوب إفريقيا في الوصافة بأربع نقاط، فيما يتذيل المنتخب الليبيري الترتيب بنقطة وحيدة.