كشفت وزارة التربية الوطنية عن خطتها لتعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي، وذلك في إطار العناية الملكية المتواصلة بالأمازيغية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، والتي تم تتويجها بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها. وقالت الوزارة في مذكرة وجهتها لمسؤوليها المركزيين والجهويين إن خطتها تأتي أيضا تطبيقا لأحكام دستور المملكة ولا سيما الفصل 5 منه الذي جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة إلى جانب اللغة العربية، وانسجاما مع مقتضيات النصوص التشريعية الصادرة في شأن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، واستنادا إلى مقتضيات المادة 31 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنزيلا لأهداف خارطة الطريق 2022-2025 ولاسيما الهدف السابع منها المندرج ضمن الالتزام الثاني فيما يتعلق بتوسيع تدريس اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي. وأشارت مذكرة بنموسى إلى أن استكمال تعميم تدريس اللغة الأمازيغية على مستوى جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، سيتم وفق مسار تدريسي محدد، إن سيتم التعميم التدريجي للأمازيغية على جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، بما في ذلك الفرعيات، ابتداء من السلة الدراسية 2023/2024، وتحقيق نسبة تغطية تصل إلى %50 خلال السنة الدراسية 2025/2026، في أفق بلوغ التعميم العام خلال السنة الدراسية 2029/2030. وأوضحت الوزارة أنه من أجل التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية، ينبغي اتخاذ الإجراءات والتدابير التنظيمية والإدارية والتربوية والتكوينية والداعمة وغيرها، وذلك على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي والمحلي، حيث سيتم إحداث لجنة مركزية للقيادة، برئاسة الكاتب العام للوزارة، وبعضوية مديري المديريات المركزية المعنية، تتولى تتبع وتقويم تنفيذ هذا البرنامج في مختلف مراحله. كما سيتم وضع برنامج التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية تحت إشراف مديرية المناهج، التي ستتولى التنسيق العام لمختلف الإجراءات والتدابير المرتبطة بهذا الورش، بإشراك المديرات المركزية المعنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومختلف الفاعلين التربويين، كما تتول التنسيق مع شركاء الوزارة في هذا المجال. وأشارت إلى إحداث لجن جهوية وإقليمية للقيادة للسهر على التخطيط والتنفيذ المحكمين لمسار وإجراءات تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، وخاصة من خلال وضع الخرائط التربوية للمؤسسات التعليمية التي ستدرس بها اللغة الأمازيغية، وإعداد وتنفيذ المخططات وبرامج العمل الجهوية والإقليمية الخاصة بتوسيع تدريس هذه اللغة، وتوفير مستلزمات تعميمها، إلى جانب تتبع وتقويم المنجزات، بمراعاة مع ما هو مسطر من أهداف على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي. وأوضحت المذكرة رقم 28.23 الصادرة يوم 23 ماي الجاري أن هذه اللجن ستعمل تحت الإشراف المباشر لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالنسبة للجنة القيادة الجهوية، والإشراف المباشر للمدير الإقليمي بالنسبة للجنة القيادة الإقليمية. وتضم هذه اللجن في عضويتها مسؤولين عن مختلف الأقسام والمصالح المعنية، وخاصة التي ترتبط بمجالات التخطيط والشؤون التربوية والموارد البشرية والتكوين والموارد الرقمية، كما تضم تمثيلية عن المفتشين التربويين ومديري المؤسسات التعليمية وأساتذة اللغة الأمازيغية وذوي التجربة والخبرة في هذا المجال. وأضافت الوثيقة ذاتها أن لجن القيادة الجهوية توافي مديرية المناهج، بالمخططات الجهوية للتعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائي، كما توافيا بتقارير دورية حول تقدم الأشغال، من أجل ااستثمارها في عملية التتبع وإعداد تقارير تركيبية تعرض على اللجنة المركزية للقيادة. وتعقد لجن القيادة على كافة المستويات اجتماعات دورية لتتبع وتدارس وضعية تنزيل مخططات التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية، واتخاذ الإجراءات الضرورية الكفيلة بحسن تنزيل هذه المخططات وفقا للأهداف المسطرة. وبخصوص تنظيم وتدبير الأقسام نصت المذكرة على أنه يتعين على الصعيد الجهوي والإقليمي والمحلي، ضبط عملية توزيع الأقسام على الأستاذات والأساتذة، حسب الغلاف الزمني المدرسي الخاص بالتعليم الابتدائي، والبنية التربوية لكل مؤسسة تعليمية، بما يضمن التشغيل الأمثل للموارد البشرية المتاحة. كما يمكن، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، تكليف أستاذ بتدريس اللغة الأمازيغية في أكثر من مؤسسة، وفقا لتنظيم زمني ملائم. وأشارت المذكرة ذاتها إلى أن خطة التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائي تتطلب توفير الموارد البشرية المؤهلة لتدريس هذه اللغة، وخاصة من خلال التكوين الأساس لأستاذات وأساتذة مادة اللغة الأمازيغية وفقا لخريطة ومضامين تكوينية تنسجم والأهداف المسطرة على مستوى توسيع وتعميم تدريس هذه اللغة. وعلى مستوى تنفيذ المنهاج بسلك التعليم الابتدائي. ونص المصدر ذاته على ضرورة تمكين الأستاذات والأساتذة الذين يدرسون اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية من الاستفادة من دورات تكوينية تتم برمجتها في إطار البرامج الجهوية للتكوين المستمر، وخاصة من أجل تعزيز قدراتهم في منهجية تدريس مادة اللغة الأمازيغية، وتعميق معارفهم في ديداكتيك هذه المادة، ومواكبتهم في تنزيل المستجدات التربوية المرتبطة بمهنتهم. ولفتت الوزارة عبر مذكرتها إلى إدراج مصوغة اللغة الأمازيغية، ضمن مصموغات التكوين الأساس لأستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي -التخصص المزدوج، وتنظيم دورات تكوينية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، في إطار البرامج الجهوية للتكوين المستمر، لفائدة استاذات واساتذة التخصص المزدوج، للمساهمة في توسيع وتيسير تدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائي. وقالت الوزارة إنه يمكن أن تشمل برامج التكوين المستمر مختلف المتدخلين الآخرين في تنزيل مخططات التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية، وخاصة مديري المؤسسات التعليمية. واشارت إلى أنه فضلا عن التكوين الأساس والمستمر، وتحقيقا للجودة التي يتطلبها التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية، ينبغي الحرص على تأطير أستاذات واساتذة مادة اللغة الأمازيغية من طرف المفتشين التربويين المكلفين بتأطير تدريس هذه المادة، وذلك بشكل منتظم كما يمكن الاستفادة من آلية المصاحبة والتكوين عبر الممارسة، ومن الأستاذات والأساتذة المتمكنين من اللغة الأمازيغية وذوي الخبرة والتجربة منهم. من أجل مواكبة زميلاتهم وزملائهم من الأستاذات والأساتذة، وخاصة الجدد منهم، في إطار تفعيل العمل الجماعي بين أساتذة هذه المادة. ومن اجل تجويد عملية تدريس اللغة الأمازيغية من خلال اعتماد منصات رقمية لتدريس هذه اللغة وتعلمها عن بعد، يضيف المصدر ذاته، يتم العمل على وضع مسطحة رقمية خاصة بتعلم اللغة الأمازيغية، تجسيدا لاتفاقية الشراكة التي تربط هذه الوزارة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بخصوص تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وتعزيز إدماجها في مجال التعليم. وأضافت الوزارة "أما بالنسبة للموارد الرقمية المتوفرة والتي تم تطويرها لدعم تدريس اللغة الأمازيغية، فينبغي العمل على تحسيس وتعريف الأستاذات والأساتذة بها. وتكوينهم على استعمالها، كما يجب حث التلميذات والتلاميذ وتوجيهم لاستعمال هذه الموارد التي وضعت رهن إشاربهم في فضاء التلميذ بمنصة مسار، من أجل دعم التعلمات الأساس بالأمازيغية". كما ينبغي تزويد أستاذات وأساتذة اللغة الأمازيغية بالغدد والوثائق والدلائل البيدالموجية الضرورية، التي من شأنها أن تساعدهم على الاضطلاع بالتدبير اليومي البيداغوجي لتدريس هذه اللغة بالفصول الدراسية المسندة إليهم، وفق تعبير الوثيقة.