حصلت جريدة "العمق"، على نسخة من الصيغة الجديدة لمشروع مرسوم المتعلق بتحديد تطبيقات الهندسة اللغوية بالتعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم العالي، الذي تحدد بموجبه تطبيقات الهندسة اللغوية على صعيد التعليم المدرسي وعلى الخصوص منها مستويات التعليم الأولي والابتدائي والإعدادي والتعليم الثانوي التأهيلي، وكذا على صعيد التكوين المهني والتعليم العالي. مشروع مرسوم 2.21.448، الذي يأتي في ثلاث أبواب و15 مادة، ينتظر من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن يبدي رأيه فيه خلال الشهر القادم، بعد أن أبدى رأيه في صيغته الأولى سنة 2021. اللافت للنظر أن المشروع وإن حافظ على أهم المرتكزات والمبادئ المتعلقة بالهندسة اللغوية المعتمدة في المناهج والبرامج والتكوينات المختلفة من خلال نسخها بشكل حرفي عن المادة 31 من القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، فإنه لم يتضمن النقطة الأخيرة من هذه المادة الملزمة ل "تعليم المدارس الأجنبية بالمغرب للغتين العربية والأمازيغية للأطفال المغاربة، على غرار المواد التي تعرفهم بهويتهم الوطنية". وفيما يبدو أنه إعمال ل "مبدأ إعطاء الأولوية للدور الوظيفي للغات المعتمدة في المدرسة الهادف إلى ترسيخ الهوية الوطنية"، نص المشروع على تدريس اللغة الأمازيغية في جميع أسلاك المستوى الابتدائي، وتعميم تدريسها بشكل متدرج في جميع اسلاك المستويين الإعدادي والثانوي التأهيلي. جديد المرسوم كذلك هو التنصيص على تدريس اللغة الإنجليزية أو الاسبانية، ابتداء من السنة الخامسة من التعليم الابتدائي، وإدراج التكوين باللغة الإنجليزية في تخصصات وشعب التكوين المهني، وإدراج وحدة دراسية تلقن باللغة العربية في المسالك المدرسة باللغات الأجنبية بالنسبة للمغاربة بالتعليم العالي، فضلا عن إدراج وحدة دراسية للغة العربية بالنسبة لغير الناطقين بها بذات المستوى. اللغة العربية في جميع الكليات على مستوى التعليم العالي، أكد مشروع الهندسة اللغوية على أن يتم في إطار دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية الخاصة بكل سلك بالتعليم العالي، إدراج وحدة دراسية تلقن باللغة العربية في المسالك المدرسة باللغات الأجنبية بالنسبة للمغاربة، وعلى إدراج وحدة دراسية للغة العربية بالنسبة لغير الناطقين بها، وعلى فتح مسارات لمتابعة الدراسة في جميع مستويات التعليم العالي باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية في إطار استقلالية الجامعات وحاجاتها في مجال التكوين والبحث حسب الإمكانات المتاحة. نص أيضا بالنسبة للتعليم العالي، وضمن الدفاتر المذكورة، على إحداث مسالك تكوينية ووحدات للبحث المتخصص في اللغتين العربية والأمازيغية وفي اللغات الأجنبية، وعلى إدراج التكوين في كفايات التواصل باللغتين العربية والأمازيغية في مؤسسات تكوين الأطر العليا. الإنجليزية في الابتدائي يتم بناء على مشروع مرسوم، تدريس اللغة الإنجليزية أو الإسبانية بطريقة اختيارية كلما توفرت إمكانية ذلك، كلغة مُدرسة ابتداء من السنة الخامسة من التعليم الابتدائي في أفق تعميمهما على المدى المتوسط، فضلا عن تدريس اللغة الفرنسية في جميع مستويات هذا السلك، بوصفها لغة مُدرسة وإدراجها كلغة لتدريس بعض المحتويات أو المضامين أو المواد، ولاسيما في الرياضيات والأنشطة العلمية والتكنولوجيا منها. وينص مشروع المرسوم على تدريس اللغة العربية في جميع مستويات هذا السلك، بوصفها لغة مُدرّسة ولغة أساسية للتدريس، وعلى تدريس اللغة الأمازيغية في جميع مستويات هذا السلك بوصفها لغة مُدرّسة مع التركيز على الكفايات التواصلية لها. الأمازيغية في الإعدادي والثانوي وسيتم، بناء على المشروع، وبصيغة التدرج تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم الإعدادي في إطار شبكات تضم مؤسسة للتعليم الإعدادي والمدارس الابتدائية التي تشكل روافد لها، على أن يتم أيضا وبالتدرج تعميم تدريسها على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي في أفق جعل التلميذ متقنا لها. وعلى مستوى التعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي، معا، سيتم تدريس اللغة الإنجليزية في جميع اسلاك هذين المستويين، بوصفها لغة مُدرسة، وإدراجها كلغة لتدريس بعض المواد، ولاسيما العلمية والتقنية منها، كلما توفرت إمكانية ذلك. كما سيتم الإبقاء على تدريس اللغة العربية في جميع أسلاك هذين المستويين، بوصفها لغة مُدرّسة ولغة أساسية للتدريس، وعلى تدريس اللغة الفرنسية في جميع أسلاك هذين المستويين، بوصفها لغة مُدرّسة وإدراجها كلغة لتدريس بعض المواد، ولاسيما العلمية والتقنية منها. إلى ذلك نص المشروع بالنسبة للتعليم الإعدادي أيضا، على منح المؤسسات التعليمية إمكانية تدريس اللغة الإسبانية بوصفها لغة مُدرّسة، وإدراجها كلغة لتدريس بعض المواد، كلما توفرت إمكانية ذلك، في حين أعطى بالنسبة للتعليم الثانوي لهذه اللغة الأسبقية كلغة أجنبية ثالثة سيتم إدراجها في هذا المستوى على سبيل الاختيار، مع مراعاة الحاجيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجهوية. التكوين المهني باللغة العربية والإنجليزية جديد مشروع المرسوم فيما يخص التكوين المهني، هو تنصيصه على إحداث إطار دليل مرجعي لتحديد الهندسة اللغوية لهذا السلك، بشكل يراعي تدريس اللغة العربية في جميع مستويات التكوين المهني، بوصفها لغة مُدرسة ولغة لتدريس بعض المواد حسب طبيعة الشعبة، وعلى إدراج التكوين باللغة الإنجليزية في تخصصات وشعب التكوين المهني، إلى جانب اللغات المعتمدة في التكوين. المشروع نص أيضا على إدراج لغة أجنبية إلزامية ثالثة للتكوين على سبيل الاختيار، ولاسيما اللغة الإسبانية، مع مراعاة الحاجيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجهوية. مع محافظته على تدريس اللغة الفرنسية في جميع مستويات التكوين المهني، بوصفها لغة مُدرّسة ولغة أساسية للتدريس. تعليم أولي بثلاث لغات تقوم الهندسة اللغوية في هذا المستوى حسب مشروع المرسوم، على استثمار المكتسبات اللغوية والثقافية العربية والأمازيغية الأولية للطفل، وإدراج التواصل باللغة العربية واللغة الأمازيغية، مع التركيز على التواصل الشفهي باللغة الفرنسية أو لغة أجنبية أخرى انسجاما مع خصوصية هذا المستوى من التعليم المدرسي. كما تقوم أيضا على إتاحة الفرصة للطفل في الأنشطة التواصلية لاكتساب اللغة، واستعمالاتها، إضافة إلى التدرب على قواعد الكلام والحوار والإصغاء، إضافة إلى استعمال الأدوات الوظيفية للغة والتواصل من بعد صوتي وبعد معجمي ورصيد لغوي ودلالي، وبعض البنيات الأسلوبية.