بعد التضامن الشعبي الذي لقيه ملف أساتذة الغد ودخول النقابات- بعد أن دعاهم وزير الداخلية- وبعض أمناء الأحزاب وإعلان تضامنهم كحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة ... وبعض جماعات كجماعة العدل والإحسان ... كثر الحديث عن ركوب كل هذه الفئات على ملف أساتذة الغد ومحاولة استغلاله سياسيا دون الإبقاء على صبغته الاجتماعية. والتحقيق أن أساتذة الغد أكدوا في مرات عديدة أنهم مستقلون ولا تحركهم أي جهة معينة، ما يحركهم هما المرسومين المشؤومين لا غير، غير أن بعض قادات الحزب الحاكم وبعض أعضائه متخوفون جدا من استغلال هذا الملف سياسيا ضدهم والتشويش على التجربة الحكومية . هنا أتساءل هل فعلا تم الركوب على ملف أساتذة الغد ؟؟ لا يمكن نكران ركوب هذه الأحزاب السياسية على هذا الملف بشكل غير مباشر بما فيه الحزب الحاكم نفسه وحزب التقدم والاشتراكية ... كيف ذلك ؟؟ بعد أحداث وجدة وما خلفته من ضجة، حاول بعض قادات الحزب أن يبرهنوا على أن ابن كيران ديمقراطي استمع إلى أساتذة الغد، كما استغلوا دعوة بنكيران أساتذة الغد إلى منزله، وقبله مشاركة الأستاذ بلال اليوسفي في برنامج مواطن اليوم ليبرهنوا أن الحزب ديمقراطي، ونفس الشيء عندما استمع نبيل بنعبد الله إلى أساتذة الغد بوجدة وتطوان يكرر "حزب التقدم والاشتراكية حزب ديمقراطي سيستمع إليكم". أليس هذا ركوبا ؟؟ كما أن الرد على من يتضامن ويحاول أن يجد مخرجا لأزمة ملف أساتذة الغد هو في حد ذاته ركوبا على الملف لكن أليس هو من أعطى الفرصة للركوب على الملف- إن كان ركوبا- بالتطاول والتماطل والتعنت ؟؟ لماذا لا يركب الحزب الحاكم على الملف ويجد له حلا ؟؟ أم أن الدولة العميقة هي من تريد أن تركب على الشكل وذلك بتأخير حلحلة الملف ؟؟ كان الأجدر ببعض قادات حزب العدالة والتنمية ألا يجعلوا أساتذة الغد أعداء- وهم ليسوا أعداء لأي حزب- وأن يتفادوا التهم التي يلصقونها لهذه الفئة الضعيفة ذات مطالب اجتماعية. أساتذة الغد يرحبون بمن يريد التضامن معهم لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة كيفما كان. فإذا كانت تصرفات بعض الأحزاب الأخرى توحي إلى أنهم استغلوا الملف سياسيا فبكل بساطة حتى الحزب الحاكم يريد أن يستغله لصالحه، ومحاولة التنقيص من خصومه على حساب أساتذة الغد ركوب.