وصف أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بأن الوضع في السودان ب"الكارثي"، موردا أن حوالي 60 في المئة من المستشفيات السودانية خارجة عن الخدمة، وأن الأمر يتطلب من الخرطوم أكثر "من مليار دولار ونصف لتلبية حاجاته في هذا الإطار". وأشار المنظري، في تصريح صحفي أمس الأحد، وفق ما تناقلته وكالات أنباء عالمية، بأن النزاع الذي تشهده السودان أدى إلى معاناة نحو 50 ألف طفل من نقص التغذية، وأن هذه الفئة "بحاجة إلى العناية على مدار الساعة"، مضيفا أن "هناك 4 ملايين من الأمهات الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين من سوء التغذية الحادة". في نفس السياق، كشفت معطيات لوزارة الصحة السودانية، بأن الاشتباكات المسلحة المتواصلة منذ 15 أبريل الجاري بين قوات البرهان وقوات حميدتي، قد خلفت أكثر من 550 قتيلا و4926 جريحا. احترام سيادة السودان من جهة أخرى، دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في اجتماعه الطارئ، أمس الأحد بالقاهرة، إلى ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة وسلامة أرضه، ودعا أيضا إلى عدم التدخل في شؤون البلد الداخلية. مجلس الجامعة، وفي جلسته التي خصصت لدراسة الوضع السوداني، طلب بضرورة التعامل مع الأزمة الحالية بكونها شأنا داخليا للسودان، مع أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومن انهيارها، مع الحيلولة دون أي تدخل خارجي، تجنبا لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليميين. وأكد المصدر، على أن التواصل مع الأطراف السودانية والدول المؤثرة إقليميا، ودوليا، والمنظمات والتجمعات الدولية ذات الصلة، يبقى (التواصل) من بين الحلول التي من شأنها المساعدة إلى الوصول إلى تسوية للوضع، والخروج بنتيجة تهدف إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار بالمنطقة. وجدد المجلس تأكيده على ضرورة العمل على معالجة أسباب الأزمة، بما يلبي طموحات الشعب السوداني وتطلعه إلى الاستقرار والأمن، من خلال التنسيق مع الأمانة العامة والمنظمات والهيئات الاغاثية الدولية والأممية لتوفير الدعم الإنساني والطبي العاجل للمواطنين والنازحين داخل السودان عبر السلطات المعنية. تغليب مصلحة البلاد من جهته، ناشد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بداية الاجتماع، أطراف الصراع في السودان، إلى ضرورة تغليب مصلحة البلاد، والانخراط الجدي في المحادثات التي من شأنها إعادة الاستقرار إلى البلاد، وحفظ مؤسساته القومية وصون سيادته، مؤكدا أيضا رفض " الجامعة العربية للتدخلات الخارجية، ودعمها لعملية سياسية شاملة متوافق عليها". هذا وقال المتحدث في كلمته، بأن الجامعة العربية قد شاركت في اجتماعات مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمناقشة الأزمة السودانية، حيث أكدت على الموقف العربي الذي عبر عنه بيان مجلس الجامعة وقرارها في هذا الخصوص، مضيفا أنه "يجري التنسيق مع هذه المنظمات بحيث تتناغم المبادرات المختلفة وتصب في مصلحة السودان ووحدته واستعادة الاستقرار فيه".