انطلقت، الأربعاء، بقلعة امكونة، إقليم تنغير النسخة 58 من مهرجان الورود الذي أُطلق عليه هذه السنة "المعرض الدولي للورد العطري"، والمنظم تحت الرعاية الملكية، بعد توقف دام 3 سنوات بسبب جائحة "كورونا". النسخة 58 من "الفيشطة" كما يحلو لسكان المنطقة تسميتها، عرفت انطلاقتها بحسب ما عاينته جريدة "العمق" ارتباكا كبيرا وسوء تنظيم، لاحظه حتى وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية محمد صديقي، عندما قال في كلمة افتتاحية "إذا كنا نريد من معرض الورد أن يكون دوليا فتلزمه المهنية أكثر والحكامة". صديقي الذي شوشت رداءة الصوت داخل القاعة مرارا على كلمته، أضاف أن المعرض الدولي للورد العطري يجب أن يكون في المستوى، لأنه ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وألا يكون احتفالا فقط، بل أن يكون آلية للتنمية ومجمعا للمهنيين للاطلاع على آخر مستجدات الابتكار والآليات، والتعرف أكثر على طرق تسويق منتوجهم. وذكر وزير الفلاحة معارض دولية تنظمها الوزارة، وتتوفر فيها شروط المهنية، منها المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، والمعرض الدولي للخيول بالجديدة، والمعرض الدولي للتمور بأرفود، داعيا منظمي المعرض الدولي للورد العطري بقلعة امكونة إلى الاستفادة من هذه التجارب المهنية. وطالت انتقادات وزير الفلاحة، أيضا الفيدرالية البيمهنية للورد العطري، حيث شدد المسؤول الحكومي على أنه بالرغم من المجهودات المبذولة إلا أن هذا التنظيم يلزمه الكثير من العمل، داعيا الفلاحيين إلى التنظيم أكثر لأنه الوسيلة الوحيدة للوصول لأهدافهم، للحفاظ على منتوج الورد العطري. في غضون ذلك، بررت مصادر من الجهات المنظمة في حديث مع الجريدة، سوء تنظيم المعرض الدولي للورد العطري، بقصر مدة التحضير للنسخة 58، حيث لم يتم البدء في بناء المعرض إلا قبل 10 أيام من الافتتاح، إضافة إلى كثرة المتدخلين، مضيفة أن التحضيرات استمرت حتى الدقائق الأخيرة من وصول وزير الفلاحة. ومن جملة ما عاينته الجريدة خلال جولة بالمعرض، شكوى العارضين من ارتفاع درجات الحرارة بسبب غياب أو قلة المكيفات، إضافة إلى أرضية المعرض الخشبية والتي تعيق التنقل من رواق لآخر، حيث كان ضحيتها رئيس جهة درعة تافيلالت الذي كاد يفقد توازنه ويسقط على الأرض. واللافت في هذه النسخة، بحسب ما استقته "العمق" من أكثر من مصدر، هو غياب مشاركين دوليين سواء من المهنيين بالدول التي تنتج الورد العطري، أو الشركات العالمية المتخصصة في صناعة العطور ومواد التجميل، بالرغم من أن المعرض يحمل صفة "الدولي". ولم يحظ افتتاح المعرض الدولي للورد العطري الذي يسمى تارة مهرجان، وتارة أخرى ملتقى، رغم إصرار الساكنة على تسميته ب"الفيشطة"، (لم يحظ) بتغطية إعلامية وطنية ودولية، بالرغم من الميزانية المخصصة لذلك، والتي آلت صفقتها لشركة تعود لبرلماني شاب من ورزازت. وبخصوص، حذف عدد من فقرات المهرجان، التي اعتادت عليها الساكنة والزوار في النسخ الماضية، أكد مصدر مسؤول أن جزءا كبيرا من ميزانية هذه السنة، والتي تساهم فيها المجالس المنتخبة، سيذهب لسداد مستحقات الشركات التي تكلفت بالتنظيم في النسخ الماضية حيث تتجاوز هذه الديون 200 مليون سنتيم.