قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، مساء الأربعاء بمدينة قلعة مڭونة، إن "الدولة خصصت حوالي ملياريْ درهم من الاستثمارات لأقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير في إطار مخطط المغرب الأخضر، منها حوالي 500 مليون درهم خصصت لإقليم تنغير في مجال الاستثمار الفلاحي، خاصة الورد العطري"، موردا أن "هذه المناطق معروفة بأنها تعيش من الفلاحة وتحتاج إلى المزيد من الدعم". وأضاف المسؤول ذاته أن "مدينة قلعة مڭونة تتميز بسمعتها الكبيرة على المستوى الدولي من خلال ما تنتجه من الورد العطري"، مبرزا أن "الجميع عبر العالم يرغب في اقتناء وردها بثمن غال"، داعيا الفلاحين إلى ضرورة الاعتناء بهذا المنتوج وتطويره، والعمل على الرفع من المساحة المغروسة بالورد إلى حوالي 600 هكتار، وتجهيزها بالري الموضوعي. وأشار الوزير إلى أن منتوج الورد يعتبر من المواد المجالية المهمة التي تزخر بها منطقتا دادس ومڭونة، ولها علاقة بتاريخ المنطقة وتقاليدها، مهنئا الساكنة المحلية بالرعاية الملكية لهذا الملتقى الذي يعرف تطورا سنة بعد سنة، مخاطبا الفلاحين بالقول: "يجب أن تبقوا على اتصال مع الورد العطري لأنه مستقبل المنطقة إلى جانب منتوجات فلاحية أخرى مثل التين والتفاح". وتأتي كلمة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، في إطار افتتاح فعاليات النسخة السابعة والخمسين من الملتقى الدولي للورد العطري، بمعية العديد من المسؤولين، يتقدمهم الكاتب العام للوزارة ذاتها، وعامل إقليم تنغير، وعدد من المسؤولين الإقليميين والجهويين، وستمتد فعالياته إلى غاية ال28 من الشهر الحالي. يشار إلى أن هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية الملكية اختير لها شعار "الورد العطري رافعة قوية للشغل وللدينامية الاقتصادية المحلية"، وتسعى من خلالها الجهة المنظمة إلى جعل الورد رافعة للتشغيل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة عبر إنعاش اقتصاد المنطقة وإبراز المؤهلات التي تزخر بها. ويعد الملتقى الدولي للورد العطري بقلعة مڭونة ثاني أقدم المهرجانات بالمغرب، كونه اتخذ طابعا جهويا ووطنيا ودوليا، من خلال تنظيم أنشطة متنوعة، مرتبطة بالإمكانيات الطبيعية والفلاحية والسياحية التي تزخر بها المنطقة، كما أن الملتقى يعد مناسبة لعقد ندوات علمية وموائد مستديرة في مواضيع تهم آفاق تنمية سلسلة الورد العطري، لفائدة الفلاحين والتعاونيات المشاركة في المعرض. وأشرف عزيز أخنوش، مساء اليوم ذاته بالجماعة الترابية ايت سدرات السهل الغربية، بإقليم تنغير، على افتتاح وحدة تثمين الورد العطري، التي تسيرها تعاونية فلاحية متخصصة في تقطير ماء واستخلاص زيت الورد. وبالمناسبة، قام المسؤول الحكومي والوفد المرافق له بزيارة استطلاعية إلى ضيعة فلاحية تابعة للتعاونية ذاتها، تقدر المساحة المغروسة بالورد العطري بها بحوالي ثلاثة هكتارات، يتم سقيها بالتنقيط. وتقدر المساحة المستغلة من طرف التعاونية الفلاحية ذاتها بحوالي 15 هكتارا، سيتم غرسها، إلى جانب الورد العطري، باللوز والزيتون والتين، وتم رصد غلاف مالي لها قدره 4 ملايين درهم، ساهمت فيه الدولة بمبلغ مليون و674 ألف درهم، وفق الشروحات المقدمة للمسؤول الحكومي. كما أشرف عزيز أخنوش بالمناسبة على افتتاح "دار الورد" بقلعة مڭونة، التي ستقدم خدماتها لساكنة مناطق وادي مڭون ودادس الموزعة على 7 جماعات ترابية، أي ما يعادل 6000 فلاح يستغلون حوالي 800 هكتار من أراضي مغروسة بالورد. صالح أغزاف، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، أوضح أن "دار الورد" التي افتتحها وزير الفلاحة اليوم، ساهم في بنائها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأرڭان، والفدرالية البيمهنية المغربية للورد العطري، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجموعة جماعات الوردة. وأضاف المسؤول الفلاحي ذاته أن المساهمين في بناء هذا المشروع رصدوا مبلغا ماليا إجماليا يقدر بحوالي 7 ملايين و800 ألف درهم، مشيرا إلى أن "دار الورد" تهدف إلى المساهمة في هيكلة سلسلة الورد العطري، وخلق فضاء لتبادل الخبرات بين المتدخلين في هذه السلسلة، وإرساء قواعد الشراكة، وتعزيز قدرات التفاوض في مجال تسويق منتجات الورد.