أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة اندلاع القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية. ودعا غوتيريش قادة الجانبين إلى وقف الأعمال العدائية على الفور واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة، بحسب بيان منسوب للمتحدث باسمه. وقال البيان إن أي تصعيد آخر للقتال سيخلف أثرا كارثيا على المدنيين وسيفاقم الوضع الإنساني الصعب في السودان. ودعا الأمين العام الدول الأعضاء بالأممالمتحدة في المنطقة إلى دعم جهود استعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي. ويتواصل الأمين العام مع قادة المنطقة، مجددا التزام الأممالمتحدة بدعم شعب السودان في جهوده لاستعادة الانتقال الديمقراطي وتحقيق تطلعاته لبناء مستقبل سلمي وآمن. وفي تغريدة على موقع تويتر أعرب مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن القلق البالغ بشأن التطورات الأخيرة في السودان. وقال إن ما يقرب من 16 مليون شخص، أي ثلث عدد السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية. وحذر من أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى تدهور الوضع. مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أبدى القلق بشأن الاشتباكات المسلحة في السودان وأعرب عن تضامنه التام مع الشعب السوداني "الذي يستحق ما هو أفضل من ذلك". وشدد على الحاجة لإعمال صوت العقل، بشكل عاجل، لوقف العنف والعودة إلى الطريق الواعد السابق نحو السلام والانتقال إلى الحكم المدني. وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم منذ صباح السبت اشتباكات بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى مواجهة مسلحة. وأعلنت قوات الدعم قبيل ظهر "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط العاصمة ومطارها وكذا مطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط). وقالت في بيان إنها سيطرت أيضا على مقر إقامة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ردا على هجمات للجيش على قواعد لها. وقالت هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو، في بيان، إنها تمكنت من "السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيص وعدد من المواقع بالولايات" الأخرى. في المقابل، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد". وكانت قوات الدعم السريع قالت في البداية إن الجيش السوداني شن السبت هجوما على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما كان يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، حسبما أفاد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية وشهود عيان. كذلك، اتهم الجيش السوداني السبت قوات الدعم السريع المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها. وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان" مضيفا: "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد". وجاء في بيان قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي: "تفاجأت قوات الدعم السريع صباح اليوم (السبت) بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة". كما ذكر شهود بأن "مواجهات" ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمع قرب قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوبالخرطوم. وسمع مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية إطلاق نار قرب مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية. يأتي هذا بعد يومين على تحذير الجيش السوداني من أن البلاد تمر ب "منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية فيما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها. وقال الجيش في بيانه الخميس إنه "يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة". مضيفا: "القوانين نظمت كيفية تقديم هذا العون، وبناء على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بحشد القوات داخل العاصمة وبعض المدن".