"إن الشتائم في السياسة تعبر عن مدى عجز صاحبها على تقديم نقد علمي لخصومه السياسيين" (لينين) كان لزامًا عنونة هذا المقال بمقولة مستقاة من التراث الماركسي اللينيني ، الذي قال فيه أحد معتنقيه الأوائل و هو ماكسيم رودينسون ذات مرة ( إن التراث الماركسي كالكتاب المقدس، فحتى الشيطان يمكن أن يجد فيه ما يبرر به حماقاته ) و لم يكن رودينسون مخطئًا ، فقد وجد فيه الكثيرون ذواتهم أفرادًا و أحزابًا ، فمثلا وجد فيه السيد المحترم نبيل بنعبد الله ذاته و جعل هذا التراث محبرة يعود إليها لتدبيج بيانات حمراء بعد كل نكسة انتخابية أو وزارية. إن (بيان/إنشاء)حزب الكتاب المف(ت/ض)وح الذي سقط فجأة و على شاكلة ندوات سعيد الصحَّاف بما تحمله رمزية الصورة من هوس لدى أصحابها بالشوق للظهور، ولو بطريقة جانبت كل الأعراف الديموقراطية التي يدافع عنها أصحاب الصورة كي تسود في كل حقل ، باستثناء حقلهم الداخلي الذي جُلِدت فيه الديمقراطية فداءا للزعيم الخالد، و هنا أجد رودينسون محقًا إلى أبعد مدى، فكم من شيطان أو ثعلب ارتدى جلبابًا و برز لنا في ثياب الواعظينا..؟!! قد يكون حزب التجمع الوطني للاحرار رد على نبيل و شِلَّته بلغة الأرقام التي تجعله و غيره يعي حجم الجهود التي بذلتها الحكومة الحالية و التي ستبذلها للوفاء بما التزمت به، لكن حين يكون المنتقد لعمل الحكومة هو نبيل بالضبط، نبيل الذي لم يترك قطاعًا حكوميًا إلا و كان حاضرًا فيه إما شخصيًا أو حزبيًا فهنا لا تنفع لغة الأرقام ، و إن كانت موجهة للرأي العام الوطني الذي يستحق أن نشرح له الواقع و الآفاق، أما نبيل فقد كفانا فيه ما قاله أبو الطيب المتنبي حين قال: أماتكم من قبل موتكم الجهلُ و يجركم من خفة بكم النملُ ولو قصفتكم منجنيقي و أصلكم قوي لهدَّتكمْ، فكيف ولا أصلُ ؟! * ملحوظة: مقالي أيضًا من جنس الشتائم، لكونه ردًا على شتائم إنشائية لحزب الكتاب، و حين يكون النقاش عِلمياً سيكون لكل حادث حديث. * عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للاحرار