صدر حديثا كتاب جماعي بعنوان: "الديناميات الهجروية والتعبيرات السوسيوثقافية: متون وقراءات"، عن مركز بن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة التابع لمجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين بإفران، وبدعم من مؤسسة ''كونراد أديناور'' الألمانية بالمغرب. يأتي المؤلَّف في زهاء 261 صفحة من الحجم المتوسط، ومن تنسيق عبد الكريم مرزوق وعبد الرحيم العطري وجمال بوطيب، وبمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين من داخل المغرب وخارجه. كما يضم أوراق بحثية لكل من: يحيى عمارة، وفريد أمعضشو، وعبد الصمد مجوقي، وعبد الكريم مرزوق، وهاجر غليط، وعبد الغني زياني، وعبد القادر محمدي، وعبد الرحيم العطري، وعبد الجليل بدزي، وحسن الباز، وعبد العالي الوالي، ومصطفى الهبطي، والحسين المجاهيد، وفاطمة الزهراء بوعشرين، وكريستوف دادوش، وأرميل كوليي. فضلا عن عدد من المتون الغنائية الهجروية من قبيل "الباسبور لخضر" و"يا الرايح وين مسافر" "ومون بارناص". الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، يقول في معرض حديثه تقديمه للكتاب، إن "الهجرة لا يمكن أن تكون إلا إبداعا متجددا يعبر عن الفاعلية الإنسانية في تفاوضها المختلف والإيجابي مع الوقائع والأشياء، ولا يمكنها إلا أن تكون محور إبداعات متعددة، تنكشف في حيوات الأفراد والجماعات، وتظهر في المجالات والثقافات والبنى الفكرية والاجتماعية، بصيغ شتى، تُمتع وتقنع في الآن ذاته''. ''فالهجرة مشروطة بالإبداع، لأنها تجريب وبحث واشتغال متواصل على الذات والآخر والعالم، كما أنها مقاومات وتعبيرات سوسيو ثقافية يُعيد بواسطتها المهاجر كتابة تاريخ الأمكنة والأزمنة والشخوص والعلاقات والبنيات"، يضيف بوصوف. واعتبر أن " أغنية الباسبور لخضر مثلا، والتي ساهمت في تشكيل مخيال الهجرة وبناء كثير من الصور والتمثلات، لا تقف عند مستوى الأداء الفني وحسب، وإنما تتجاوز ذلك المعطى إلى مستوى "الوثيقة" التي نقرأ من خلالها مجموعة من الأحداث والأماكن والتفاصيل التي ارتبطت بهجرة المغاربة إلى فرنسا في سنوات سابقة"، وزاد بوصوف أن ''السبب الرئيس الذي يدعونا اليوم إلى استجماع هذه المتون وقراءتها بعيون العلوم الاجتماعية والنقد والأدبي والدراسات الثقافية، لأجل فهم شروط إنتاجها، وتشريح دلالاتها الرمزية، اعتبارا لما تنطوي عليه من رموز وعلامات وأفكار تعبر عن تاريخ من الديناميات الهجروية". وعن المؤلَّف، تقول اللجنة العلمية لمركز ابن خلدون، إن ''مجموع التعبيرات السوسيو ثقافية التي تنتجها الديناميات الهجروية وفي مقدمتها المتن الغنائي الهجروي تظل تعددية بامتياز، لا من حيث جغرافياتها وانتماءاتها، ولا من حيث مساراتها وتنويعاتها، إذ لا يمكن حصرها ضمن نسق تفسيري واحد''. وأضافت ''إنها (التعبيرات السوسيو ثقافية) في انبنائها واشتغالها تظل مفتوحة على شبكات لانهائية من الإحالات والدلالات والرمزيات، وهو ما يوجب دراسات ومقاربات عابرة للتخصصات، تنطلق من أغنية الهجرة إلى البنية الاجتماعية والتاريخية التي ساهمت في إنتاجها وإعادة إنتاجها، في أفق من التعاطي مع منظومتها الرمزية والمادية''. ويذكر أن مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة الذي تم تأسيسه في إطار شراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين بإفران، دأب على إصدار عدد من الأعمال المتعلقة بالديناميات الهجروية، فضلا عن تنظيمه السنوي للندوة الدولية لربيع العلوم الاجتماعية، والجائزة الدولية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم الاجتماعية حول قضايا الهجرة.