كشف استطلاع رأي عربي أن "المساواة الجندرية بعيدة كل البعد عن التحقق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ إن أغلبيات صريحة في معظم البلدان بالعالم العربي ترى أنه لا ينبغي للمرأة أن تلعب أدوارا مساوية للرجل في المجالين العام والخاص. على أن هناك أيضا بوادر دالة على التغيير''. جاء هذا في تقرير الدورة السابعة من استطلاعات شبكة "الباروميتر العربي"، بخصوص الآراء والتوجهات إزاء النوع الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لسنتي 2021 و2022. وأضاف التقرير أنه رغم المكتسبات التي أحرزتها النساء مؤخرا في المجال السياسي عبر المنطقة، إلا أن نتائج الدورة السابعة من استطلاعات الرأي، والتي تخص سنتي 2021 و2022، توضح أن المساواة الجندرية لا تزال بعيدة المنال. فعلى الأقل في 9 من 12 دولة شملها استطلاع الباروميتر العربي، أيد أغلب المواطنين أو أيدوا بقوة مقولة ''في العموم، الرجال أفضل من النساء في مناصب القيادة السياسية''. وأوضح أن هناك إقبال شديد على هذا الرأي في كل من الجزائر (76 %)، والسودان (71 %)، وليبيا (69 %)، والعراق (69 %)، وفي دولتين اثنتين فقط هما لبنان وتونس يختلف أغلب السكان أو يختلفون بشدة مع هذه المقولة. وأشار التقرير إلى أن المغاربة ينقسمون بالتساوي حيث يؤيد المقولة أو يؤيدها بشدة 49 %، ويعارضها أو يعارضها بشدة 48 %. ورغم هذا فقد سجل التقرير انخفاض نسبة الاتفاق مع العبارات التي مفادها أن "الرجال أفضل في القيادة السياسية من النساء" و "التعليم الجامعي أكثر أهمية للرجال من النساء" بشكل حاد في العديد من البلدان التي شملها استطلاع الباروميتر العربي. وخلص إلى أن التقدم الملحوظ ''ليس فقط نتيجة للأجيال الشابة ذات الأفكار والمعايير الاجتماعية الليبرالية التي أصبحت أكبر سنا، إنما يرتبط أيضا بتحول حقيقي في التصورات عبر الأجيال''. ونبه إلى أن هناك تصور منتشر بأن العنف ضد المرأة قد ازداد في المنطقة. إلا أن الفجوة بين تصورات الرجال والنساء للعنف كبيرة، حيث النساء أكثر إقبالا بكثير على القول بأن معدلات العنف قد زادت. وأشار التقرير إلى أن ''معظم المواطنين يرون أن ''المعوقات الهيكلية يكون لها تأثير أكبر من المعوقات الثقافية على دخول المرأة إلى القوى العاملة''.