خلّف انهيار منزل طيني بحي تاوريرت بالجماعة الترابية ورزازات، اليوم الجمعة، حالة من الهلع في نفوس سكان المنازل المجاورة، دون أن يسفر الحادث عن أية خسائر في الأرواح. وأوضحت مصادر من عين المكان لموقع "العمق"، أن الأمطار الغزيرة التي عرفتها مدينة هوليوود إفريقيا، إضافة إلى هشاشة العديد من المنازل بالحي السابق ذكره، كانت وراء سقوط المنزل، مضيفة أن أكوام من الأتربة والأخشاب تسببت في إغلاق الزقاق وعرقلة السير والجولان بالحي المذكور. وفتحت عناصر الأمن الوطني بورزازات، بتنسيق مع السلطات المحلية التي انتقلت إلى مكان الحادث، تحقيقا أوليا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لمعرفة الظروف والملابسات الحقيقية التي أدت إلى انهيار المنزل المذكور، في انتظار تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. وكانت جريدة "العمق" قد سلطت، في وقت سابق، الضوء على العشرات من المنازل الآيلة للسقوط بحي تاوريرت ببلدية ورزازات، والتى تلاحق أصحابها بخطر إنهيارها فوق رؤوسهم في أية لحظة، وعلى الرغم من ذلك فإن سكان هذه العقارات متمسكون بمساكنهم التي قد تودي بحياتهم، إما بسبب الفقر أو الطمع أو المجازفة التي تدفع أحيانا المئات من المواطنين إلى الإنتحار الغير المباشر أسفل أنقاض مبنى آيل للسقوط. مشاهد صادمة لمنازل مهددة بالانهيار في أية لحظة، أسقف متهالكة وجدران متصدعة، في حي "قصبة" تاوريرت المأهول بالسكان، الشيء الذي ينذر بكارثة في ظل إهمال وضعية هذه المنازل من طرف السلطات الوصية. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "العمق"، فإن الوضع الذي تعيشه قصبة تاوريرت بورزازات وطبيعة بنيتها التحتية المتهالكة بفعل مرور قرون من الزمن على تشييدها والضغط السكاني على المنازل، تؤشر على أن عدد المنازل التي يمكن اعتبارها في عداد المرشحة لتصبح آيلة للسقوط أزيد 67 منزل آيل للسقوط، الأمر الذي يكشف عن حجم التحدي الذي لازال يواجه الجهات المسؤولة محليا لتحييد هذا الخطر وإيجاد الحلول المعقولة والممكنة. خالد جمقري، فاعل جمعوي، وأحد قاطني هذا الحي، قال إن "حوالي 67 اسرة من ساكني المنازل الآيلة للسقوط بحي تاوريرت توصلت بقرار الافراغ من رئيس المجلس البلدي دون مراعاة لمصير تلك الأسر، دون البحث عن إيجاد حلول لايواءهم رغم أن تلك المنازل تدخل ضمن الشطر الثالث من برنامج تثمين القصور و القصبات بالمغرب". وأضاف جمقري ضمن تصريح لجريدة "العمق"، أن "ساكنة حي تاوريرت لم تتقبل ذلك القرار المفاجئ، ما دفع بها إلى القيام بوقفات احتجاجية أمام مقر المجلس البلدي وأمام مقر العمالة وبقصبة تاوريرت إلى أن تم فتح باب الحوار مع بعض المسؤولين حيث تمت مناقشة مطالب الساكنة، إلا أنه إلى حدود اللحظة لم يتم الاستجابة لنا". و ختم جمقري تصريح بالقول، أن "مطالب الساكنة تتجلى في التعجيل بايواء الساكنة المهددة منازلها بالسقوط، مع إيجاد وتيرة لتوزيع 197 برطمة الموجودة بتجزئة الاطلس التي تم بناؤها لساكنة حي تاوريرت ضمن ايواء ساكني المنازل المهددة بالسقوط واطلاق الشطر الثالث من برنامج تثمين القصور و القصبات بالمغرب، والذي طال الذي طال أمده"، على حد تعبير المتحدث ذاته.