نبدأ من مأثور المغفور له الملك الحسن الثاني رضي الله عنه و ارضاه :(إن المغرب شجرة جذورها في افريقية واغصانها في اوربا) كما نبدأ من عودة جلالة الملك لاتحاد الافريقي مند 6 سنوات و خطابه الشهير :(كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا. وهكذ انطلاقة المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله في بناء و ازدهار افريقيا، و دشنها بزيارات ملكية همت 25 بلدا افريقيا توجت بأزيد من 1000 اتفاقية و مشاريع عملاقة في مجالات استراتيجية كالفلاحة و الطاقة و السكن و الأمن الغذائي و البيئة و كلها مشاريع تحت عنوان "رابح رابح". ندى المغرب بوحدة القارة و تضامنها و سلامها من خلال المساهمة في مراقبة الانتخابات و عمليات حفظ السلام و الدبلوماسية الوقائية و تدبير الأزمات. وحفظ الأمن من خلال فهم مشترك للتهديدات الإرهابية ، كما تم فتح المرصد الافريقي للهجرة في المغرب بناء على اقتراح جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بصفة المغرب رائدا في مسألة الهجرة في الاتحاد الافريقي. المغرب لعب أدوارا رئيسية و أساسية فيما يتعلق بقضايا الهجرة و الهجرة السرية و كذلك في قضايا الإرهاب و القضايا المتعلقة بالاستثمار. مؤهلات القارة الافريقية كبيرة جدا و عاد المغرب للمساهمة في بناء القارة من خلال توظيف مؤهلاتها لكنه أيضا عاد لاستئصال ورم خبيث في الجسم الافريقي اسم "البوليساريو" المرحلة المقبلة تبشر أن هناك اندحار للبوليساريو و هناك اجتماع قادة أفارقة و مسؤولين أفارقة سابقين لطرد هذا الكيان من الاتحاد الافريقي كي يعود هذا الاتحاد الافريقي لصورته الحقيقية، الصورة الحقيقية الشرعية بفضل االمغرب. وفي جائحة كوفيد 19، ظهرت صور التضامن الفعلي للمغرب مع دول القارة الافريقية من خلال مساعدة 20 دولة افريقية لمكافحة الوباء و المغرب ماض في بناء نموذج متميز للتعاون جنوب جنوب. فان كانت المؤسسة الملكية قدمت كل هذا العطاء العظيم و البناء المرصوص و الوفاء المنقطع النظير في بناء علاقة شراكات قوية و متينة مع دول افريقيا .. ماذا قدمت باقي المؤسسات ؟ و نخص بالسؤال ماذا قدمت المؤسسة التشريعية ؟ أي حصاد دبلوماسي زرعته المؤسسة البرلمانية ؟ ما هي أهم مكتسبات الدبلوماسية البرلمانية في مد جسور التعاون الافريقي ؟ للجواب ينبغي التجرد من الكذب و المحسوبية و الانانية .. ينبغي الحياد المطلق و الايجابي .. ينبغي وضع مسافة بيننا و بين حبنا للوطن و لدواتنا ؟ و نقول كم من لجنة صداقة افيرقيا تأسست ؟ كم من لجنة شراكة عقدت وفعلت ؟ كم عدد الزيارات المتبادلة نظمت ؟ كم من الندوات و المحاضرات و التكوينات و تبادل الخبرات و التجارب بين هذه اللجن تحققت ؟. ان الجواب يجعلنا نخجل من انفسنا .. لأننا لم نقدم الشيء الكثير لافريقيا من هذه المؤسسة .. و لا نحن قدمنا الشيء القليل أيضا في هذه المؤسسة اتجاه افريقيا .. امام هذا المد العظيم و الزخم المثناتر من العمل الدبلوماسي لدبلوماسية ملكنا نصره الله .. لم نقدم شيء أمام هذا الفتح الرباني الكبير الذي حققته مؤسستنا الملكية في افريقيا .. لازلنا لم نململ حتى لجن صداقاتنا مع دول الجوار... موريتانياالجزائرالسنغالماليالنيجر .. ماذا ننتظر !؟ لعل هذا اللقاء يكون نقطة البداية لدبلوماسية برلمانية قوية متينة تستلهم من رؤية جلالته خارطة طريق لتقوية وعرى المحبة و الصداقة مع جسمنا الافريقي . في قرن 18 عشر قال الفيلسوف الالمانييوهان گوتليب فيخته Johann Gottlieb Ficht ماذا بقي من الألماني .. لقد فقد الالماني كل شيء لم يبقى له سوى الثقافة ماذا بقي من الافريقي؟لقد فقد الافريقي كل شيء ؟ هل فقد الافريقي كل شيء ؟ لا لا و ألف لا .. لازال للافريقي أعراقه و أنسابه .. معتقداته و ثقافاته ؟ لازال له الموقع الجيو اقتصادي و ثرواته الطبيعية ؟ و مناخه المتنوع و الطبيعي ؟ لكنه لازال مندهشا مما حباه الله به من هذه المقومات الطبيعية الخلابة و الكنوز التاريخية الساحرة و الحضارية العظيمة التي دعاها شاعرنا الغد محمد الفيتوري و هو يصرخ في صحراءها سدا إفريقيا، إفريقيا استيقظي استيقظي من حُلمكِ الأسودِ قد طالما نِمتِ ألم تَسْأمي؟ ألم تملِّي قدمَ السيّدِ؟ قد طالما استلقيْتِ تحت الدجى مجهدةً في كوخكِ المُجْهدِ مصفرَّةَ الأشواقِ، معتوهةً تبني بكفَّيْها ظلام الغدِ جوعانةً تمضغ أيّامها كحارسِ المقبرة المُقعدِ عريانة الماضي، بلا عزّةٍ تُتوِّجُ الآتي، ولا سؤددِ! إفريقيا، إفريقيا استيقظي استيقظي من نفسكِ القابعةْ أكلُّ ما عندكِ أن تصبحي مزرعةً للأرجل الزارعةْ؟ أكلُّ ما عندكِ أن تلعقي أحذيةَ المستعمر اللامعةْ؟ أكلُّ ما عندكِ أن ترقدي خاملةً خائرةً خاضعةْ؟ أكلُّ ما عندكِ أن تضحكي هازئةً بالقيم الرائعةْ؟ إفريقيا .. إفريقيا النائيةْ يا وطني .. يا أرضَ أجداديهْ إني أناديكِ ألم تسمعي صراخَ آلامي وأحقاديهْ إني أناديكِ أنادي دمي فيكِ أنادي أمتي العاريةْ إني أنادي الأوجهَ الباليةْ والأعين الراكدةَ الباكية فلتنحنِ الشمسُ لهاماتنا ولتخشع الأرضُ لأصواتنا إنا سنكسوها بأفراحنا كما كسوناها بأحزاننا أجل فإنا قد أتى دورنا إفريقيا إنا أتى دورنا * عبد النبي عيدودي v نائب برلماني عن حزب الحركة الشعبية v باحث في الشؤون الدينية والسياسية v مدير المركز المغربي للقيم والحداثة v دكتوراه في العقائد والأديان السماوية v دكتوراه في القانون الدستوري وعلم السياسة