وصل ملف الطعن الذي تقدم به طارق غضفي، وهو مترشح تقدم بملفه لاجتياز مباراة توظيف أستاذ التعليم العالي مساعد، تخصص كيمياء-فيزياء، بكلية العلوم تطوان بجامعة عبد المالك السعدي، عن "خروقات" شابت المباراة المذكورة، (وصل) إلى البرلمان، بعدما وجه الفريق الاستقلالي سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي. وبحسب السؤال الذي وجهه البرلماني عن دائرة تطوان، منصف الطوب، فإن المباراة المذكورة شهدت تجاوزات وخروقات، خاصة في ظ الشكايات التي تقدم بها طارق غضفي، وهو أحد الأطر العليا من مغاربة العالم. وقال البرلماني إن غضبي فضل الرجوع إلى وطنه الأم وخدمة البحث العلمي من قريب، بعدما اكتسب العديد من التجارب والخبرات في مجال تخصصه في الفيزياء والكيمياء، علاوة على إشرافه على مختبرات ومشاريع، وهو ما يشفع له بأحقية هذا المنصب، نظرا لسيرته الذاتية، وفق تعبيره. وقال الطوب إن من بين المرشحين الذين تم قبولهم احتياز العرض واللقاء والمناقشة، مترشح خاصل على شهادة الدكتوراه تخصص البيولوجيا، وهو ما يتنافى جملة وتفصيلا ومعايير وشروط المباراة، حيث أن التخصص المطلوب هو الكيمياء لا غير. واعتبر البرلماني أن صورة الجامعة المغربية يجب أن تكون مشرفة وأن تحرص على إعمال المقتضيات الدستورية من قبيل تكافؤ الفرص وترسيخ المساواة بين الطلبة والباحثين، وذلك في إطار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما يقتضي القطع مع أي خروقات أو سلوكات مشينة قد تسيء لحرمة الجامعة، أساتذة وطلبة وإداريين. وفي هذا السياق، طالب البرلماني من وزير التعليم العالي، ب"الضرب بيد من جديد على كل من سولت له نفسه خدش هذه الصورة، أو المس بحرمة الجامعة التي تخرجت منها أجيال وأجيال، ولا تزالت تعد بالكثير"، متسائلا عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للوقوف على حقيقة الأمر، ووضع حد لأي تسيب أو محاولة للنيل من مصداقية الجامعة المغربية. وكان المترشح طارق غضفي قد قال ضمن شكاية وجهها إلى وزير التعليم العالي، إن أحد المترشحين المقبولين بمرحلة العرض والمناقشة بالامتحان المذكور غير حاصل على شهادة الدكتوراه في التخصص المطلوب (فيزياء كمياء)، وإنما حاصل عليها في تخصص البيولوجيا. وأضاف المترشح المذكور، أن من بين ثلاثة مترشحين تم اختيارهم لاجتياز الامتحان الشفوي، يوجد مترشحين اثنين تجمعهما علاقة مسبقة مع أحد أعضاء اللجنة المشرفة على الامتحان، ولهما معه منشورات علمية. واعتبر الطاعن في شكايته التي حصلت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن هذا ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص في التباري للوظيفة العمومية ويتنافى مع واجب الحياد الذي ينبغي على لجنة المباراة التحلي به. وأوضح المشتكي، أنه تقدم بطلب اجتياز المباراة المعلن عنها، عبر البوابة الرقمية لجامعة عبد المالك السعدي بتاريخ 20 غشت 2022، وتسلم وصل تسجيل ملفه الترشيحي، بيد أنه عند الإعلان عن أسماء المترشحين الذين تم انتقاؤهم لاجتياز الاختبار الشفوي 7 دجنبر 2022، تفاجأ بعدم إدراج اسمه ضمن هؤلاء المترشحين. كما أشار إلى كفاءته العلمية مستحضرا الشواهد الأكاديمية والخبرات والتجارب الميدانية التي حصل عليها في مشواره التعليمي والوظيفي، إذ إنه حاصل على شهادة الدكتوراه في التخصص المطلوب بشراكة بين جامعة مغربية وأخرى فرنسية، وله عدد من الكتابة العلمية المنشورة ضمن مجلات علمية مصنفة. وأردف غضفي، أنه اشتغل بمؤسسات أجنبية مرموقة، وله أربع براءات اختراع، كما دعي إلى مناظرة الجهة 13 الخاصة بالكفاءات المغربية بالخارج التي تنظمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحضرها يوم 29 أكتوبر الماضي. وقال المشتكي إن إقصاءه من اجتياز المباراة، "يتنافى مع ما تدعو إليه الخطب الملكية التي تعكس حرص الملك على الاهتمام بالكفاءات المغربية المتواجدة خارج أرض الوطن قصد الاستفادة من كفاءتها العلمية للمساهمة في المسلسل التنموي". كما استغرب الطاعن من كيفية استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج والاستفادة من خبراتها، في الوقت الذي أقصت لجنة الامتحان عددا من المترشحين من خيرة الأطر الوطنية لهم تكوين أكاديمي وعلمي محترم وتجارب بالخارج ولهم تجربة في ميدان التدرس. وبالمقابل، قال عميد كلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي عبد الطيف مكرم، إن مباراة التوظيف المذكورة قد سلكت المسطرة المتعارف عليها قانونا، مضيفا أن الكلية قامت باقتراح لجنة مكونة من خمسة أساتذة في التخصص المطلوب، ثلاثة منهم من الكلية واثنان من خارج الكلية. وأضاف مكرم، في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن رئيس الجامعة قد وافق على أعضاء اللجنة المقترحون وفق ما هو منصوص عليه قانونا، مبرزا أن اللجنة هي التي تتولى السهر على إنجاز المباراة بجميع تفاصيلها، موضحا أنه من أصل أزيد من 400 مترشح للمباراة، وقع اختيار اللجنة على ثلاثة مترشحين لاجتياز الامتحان الشفوي. في السياق ذاته، أكد عميد كلية العلوم بتطوان أن مسؤوليته بعد تعيين اللجنة، هي إبلاغ رئيس الجامعة والوزارة الوصية بنتائج المباراة.