يبدو أن فرنسا قد تخلصت من الإمام المغربي حسن إكويسن الذي ظلت تلاحقه بسبب تصريحات له اعتُبرت "مخالفة لقيم الجمهورية"، وذلك بعد أن دخل الأراضي البلجيكية حيث تم توقيفه هناك في 30 شتنبر الماضي. وفي 15 نونبر، أصدرت بلجيكا قرارًا ب"ترحيل الإمام إلى الحدود الفرنسية"، إلا أن الجانب الفرنسي رفض التجاوب مع استفسارات جارتها بلجيكا بخصوص هذه القضية. هذا الرفض دفع سلطات بروكسيل إلى إصدار قرار جديد يوم 16 دجنبر الجاري يقضي بترحيل الإمام إلى المغرب، تفاديا لإطالة مدة غير معقول، وفق ما أوردته شبكة "بي إم تي في". وتحتاج بروكسيل لتنفيذ قرارها تصريحا قنصليا من طرف الجانب المغربي يسمح لبلجيكا بطرده إلى المملكة. وكان المغرب قد أوقف تصريحا قنصليا كان قد أصدره في الأول من غشت المنصرم، يسمح لفرنسا بطرد حسن إكويسن إلى المملكة. ورجحت مصادر إعلامية في ذلك الوقت أن يكون تراجع المغرب راجع إلى الأزمة التي مر منها البلدان، وفي إطار المعاملة بالمثل مع فرنسا، مشيرة إلى أن موضوع تخفيض الدولة الفرنسية للتأشيرات الممنوحة للمغاربة قد يكون سببا وراء التعامل المغربي. وفي نونبر الماضي، أعلنت وزيرة الدولة البلجيكية للجوء والهجرة نيكول دي مور وضع الإمام المغربي حسن إيكويسن في مركز مغلق بهدف ترحيله من الأراضي البلجيكية، وهو ما اعتبره محاموه "فضيحة". وذكرت الحكومة البلجيكية أن الإمام يقيم بشكل غير قانوني في بلجيكا، ولا ينوي البقاء هناك. وقالت الوزيرة دي مور -في بيان- إن "الرجل خسر حقه في الإقامة في فرنسا، ويجب أن يعود إلى بلده الأصلي"، موضحة أنه "وضع في مركز مغلق للعودة، من أجل إبعاده من الأراضي البلجيكية". وجاء إعلان الطرد عقب رفض القضاء البلجيكي تسليم الإمام المغربي إلى العدالة الفرنسية بموجب مذكرة توقيف أوروبية. يذكر أن الإمام إيكويسن أثار جدلا أول مرة عام 2004، بسبب تصريحات عُدّت "معادية للسامية"، في خطاب ألقاه عن فلسطين، واعترف لاحقًا بأن "تعليقاته غير لائقة" واعتذر، وظهر اسمه مجددا بانتظام في الصحافة والمناظرات العامة. ويتابع 178 ألف مشارك قناته على منصة "يوتيوب" (YouTube) التي يلقي عبرها دروسًا وخطبًا عن الإسلام في الحياة اليومية، ويتناول فيها مواضيع الفقر والعنف وغيرها. وإيكويسن وُلد في فرنسا، وقرر عندما بلغ سن الرشد ألا يطلب الجنسية الفرنسية، ويقول إنه تخلى عنها في سن ال17 تحت تأثير والده، ثم حاول استعادتها ولكن من دون جدوى، أما أولاده الخمسة وأحفاده ال15 فهم فرنسيون ويقيمون شمالي فرنسا.