شهدت "طريق الموت" الرابطة بين مراكش وتامنصورت، حادثة سير بعد انقلاب شاحنة من الحجم الكبير، تستعمل في نقل النفايات الصلبة، دون أن تتسبب في أية خسائر في الأرواح، عدا إصابة السائق بإصابات وصفت بالخطيرة. وأعادت هذه الحادثة النقاش حول الأسباب التي تحول دون تأهيل الطريق الوطنية رقم 7، الرابطة بين مراكش وتامنصورت، وتركها على حالها رغم الاحتجاجات المتكررة للساكنة، ودعوات التدخل التي رفعتها الهيئات المدنية والحقوقية والسياسية، من أجل إيجاد حل للمآسي المتكررة لهذه الطريق. ويغيب عن هذه الطريق، وفق ما عاينته جريدة "العمق" علامات التشوير الكافية عند مداخل ومخارج الدواوير المنتشرة على طول الطريق، علاوة على ضعف خطوط السير الفاصلة بين الاتجاهين، وداخل الاتجاه الواحد، مما يصعب معرفة حدود الطريق. كما أن وضعية الطريق المذكورة مهترئة بسبب الحفر المنتشرة بها، حيث يعمد السائقون على مراوغتها، إضافة إلى غياب مساحات لتوقف حافلات النقل الحضري ما يخلق مشاكل وزحمة على الطريق. ويتواجد أيضا بجانب الطريق، الحي الصناعي سيدي غانم، حيث تتواجد العديد من الشركات والمصانع التي تتوافد عليها الشاحنات الكبيرة، ما يسبب ازدحاما مروريا على مستعملي الطريق، على مساحة طويلة. أما ليلا، فتؤرق هذه الطريق مستعمليها بسبب ضعف الإنارة العمومية، ويُصعب ذلك على مستعمليها السياقة ليلا، ويخافون من التعرض للسرقة والهجوم عليهم، الأمر الذي يدفعهم إلى السياقة بسرعة. وتقع حوادث السير بهذه الطريق، خاصة في صفوف الدراجات النارية، لعدة أسباب منها السرعة المفرطة وتهور البعض، وبسبب عدم وجود ممرات خاصة بهم، علما أن الطريق تمر منها الشاحنات الكبيرة، لأخذ الطريق السيار أو المتجهة نحو آسفي والجديدة واليوسفية. هذه الوضعية سبق أن أخرجت ساكنة دواوير متفرقة بجماعة حربيل للاحتجاج والتنديد بعد عدم التدخل لإصلاح الطريق رغم النداءات المتكررة في الموضوع، مطالبين المسؤولين بإنجاز مدارات تُلزم مستعملي الطريق بخفض السرعة خاصة عند ملتقيات الطرق. كما طالبت الساكنة المذكورة في وقفتها الاحتجاجية بإصلاح الطريق وتوسعتها وتزويدها بعلامات تشوير واضحة وإنارة كافية تضمن التنقل ليلا بسلاسة على مستعمليها. تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي الموحد، دعا في وقت سابق، السلطات المعنية، إلى وقف "حمام الدم" بالطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين مراكش وتامنصورت، والتدخل من أجل إصلاح الطريق وتثنيتها للتقليل من حوادث السير. وقال حزب الشمعة، في بيان له، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إن المسؤولين "يتنصلون" من مهامهم و"يتجاهلون" الخطر الكبير الذي تتعرض له ساكنة مدينة تامنصورت ودواوير جماعة حربيل، وعموم مستعملي الطريق الوطنية رقم 7، خصوصا المقطع الطرقي، الرابط بين الحي الصناعي سيدي غانم وتامنصورت. وطالبوا وفق ذات المصدر بتثنية الطريق وتوسيعها وفصل اتجاهاتها بطوار، وخلق مدارات على امتداد الطريق خصوصا بالتجمعات السكانية، كدوار القايد، ودوار أيت مسعود، وأيت واعزو، ومدخل طريق واحة سيدي ابراهيم. وقالو، إنه لابد من الإسراع بإتمام مشروع تحويل مدارات وسط تامنصورت للشكل الدائري المتوقفة بها الأشغال، لتسهيل عملية التنقل بين مقاطعة الأطلس والفتح، وإحداث إشارات ضوئية داخل المدينة، مع إزالة الخطر الذي يشكله إختفاء أغطية بالوعات الصرف الصحي بمجموع اشطر مدينة تامنصورت على مستعملي الطريق والراجلين. كما دعا الحزب إلى إصلاح شبكة الإنارة العمومية على امتداد الطريق الوطنية رقم 7، وإتمامها بين محطة التصفية العزوزية وقنطرة واد تانسيفت بالمجال الترابي التابع لمجلس جماعة مراكش. وشددت على ضرورة رفع مستوى الطريق عن الأرض لتفادي سيول الأمطار كما يحصل في كل موسم شتاء وأثناء العواصف الرعدية صيفا. والعمل على إخراج مشروع ربط كل من الشطر الثامن تامنصورت بحي العزوزية و إحداث قنطرة جديدة على واد تانسيفت، وربط دوار بلعگيد جماعة واحة سيدي ابراهيم بالشطر الثاني، وإصلاح الطريق المدارية واحة سيدي ابراهيم بلعگيد شعوف باتجاه المطرح القديم، لتخفيف الضغط عن الطريق الرئيسية رقم 7.