فرحة عارمة في كل أقطاب العالم العربي والإسلامي، أسود من داخل وخارج المغرب يدخلون الفرحة والسرور على كل الأسر، يوحدون ما لم تتمكن من توحيده منظمات وجامعات وإجتماعات ومؤتمرات، أسود بقلب مخلص لله ومحب للوطن، أسود بأخلاق عالية وشيمات الرجولة والشهامة والنخوة العربية والإسلامية، أسود الرضا والتشبت بالقرابة والأهل والملة؛ جميعهم يسجدون لله أمام الجميع وفي حدث عالمي تركض خلاله أمم للتباهي وتلهف أمم أخرى للتفاخر بالإنتصارات. أسود هم نمودج خاص من الشباب العربي والمسلم شعاره قول المصطفى صلى الله عليه وسلم" إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى" وصلاته في الميدان أمام أنظار العالم " الحمد لله وتوكلت على الله وإن شاء الله ورضا الوالدين". أسود من مغاربة العالم أبناء الأمهات الأصيلات المغربيات البسيطات اللواتي أنشأن بيوت مسلمة في دول المهجر، أبناء الآباء ذووا النخوة والشرف والعزة الذين هاجرو في سبيل لقمة عيشهم ويكدون ليل نهار في سبيل تربية أبنائهم تربية حسنة. أسود حركوا شعور ملايين العرب والمسلمين في كل أنحاء المعمورة من صنعاء شرقا حتى الرباط غربا؛ زرعوا فكرة لا شيء مستحيل لدى الأسر الإفريقية؛ أحيو شعور النصر والتمكين في كل مخيمات اللأجئين والمقهورين، أسود دغدغوا أحاسيس رؤساء وأمراء وملوك العالم؛ أسود أزعجوا كبار الصحفيين والإعلاميين الغربيين وجعلوهم يعاودون حساباتهم على أساس أن هناك أمة عربية واحدة، وشعب عربي واحد مهما إختلفت تصوراتهم وتدافعت مصالحهم. أسود كسروا الحدود في أكثر من بلد وروعوا الأعداء في بيوتهم. لم يعد المستحيل كما كان في عقود سابقة، المغرب، وبفضل من الله ثم أسوده، يثير إهتمام جميع الشعوب العربية والإسلامية وحتى الإفريقية ويبسط رايته في أماكن شتى في بقع العالم، يعلو شأنه بإستقبال برقيات التهنئة والفخر من دول عظمى وتنحني له حكومات بهدف توحيد المرجعيات. المغرب سهر دائما على حفظ السلم والأمن في محيطه الإقليمي والدولي، وهاهو اليوم وبشبابه وأسوده الأوفياء يوحد صفوف نساء ورجال وشباب العرب والمسلمين بنشوة الفخر والإعتزاز بالإنتماء للوطن العربي. بعد انتقادات وسائل الإعلام الغربية الغير المبررة لتنظيم دولة قطر كأس العالم 2022، كانت السيناريوهات خلال إنطلاق الحدث تقلل من شأن الفرق العربية ثارة بهرج ومرج يفضي إلى إقصائها خلال الأدوار الأولى من كأس العالم، وثارة أخرى تسخر منها بعدم توفرها على مهارات وخبرات كروية وفي بعض اللقاءات الصحفية تبين مهاراتها وجبروتها على حساب الفرق الإفريقية والأسيوية من جهة، وتفوقها البدني والتكتيكي وبنجومها المرموقين من جهة أخرى، لكن لم يكتب لهذه السيناريوهات النجاح وتبين العكس، حيث تصدر إهتمام المنتخبات الأسيوية والإفريقية كل الصحف الدولية والمحللين والخبراء، وخاصة بعد فوزها على أكبر وأقوى الفرق الأوروبية والأمريكية. لم يكن يعتقد الجميع أن أسود الأطلس ومنهم مغاربة العالم، وبقلوب مطمئنة ومؤمنة بقدر الله وبمهاراتهم الفنية وروحهم القتالية والجماعية، وبدعوات ملايين من العرب والمسلمين وصلواتهم؛ تمكنوا من تكسير المستحيل والفوز على فرق كانت بالامس القريب تعتبر نفسها من المرشحين بالفوز بالكأس، وحققوا نتائج ثقيلة لم تكن في الحسبان، وبإنجازهم العظيم هذا، خرج أبناء الشعب العربي والإسلامي والمغربي إلى الشارع ومعهم خرج الأسد الكبير ليتمم الفرحة ويتقاسم معهم مشاعر العزة والنصر. بأسلوب يتماشى مع إفتخار المواطن المغربي وفرحته، خرج جلالة الملك نصره الله عشية إنتصار أسود الأطلس على الإسبان، مثمنا جلالته لمسلسل الإنتصارات وتقدم الوطن، ومعتزا بالإنتماء للمغرب وبدور شبابه وإنجازاتهم في رفع راية المغرب والسير بها إلى الأمام في مونديال قطرواللحاق بالدول الصاعدة، وذاك ما حصل فاز فريقنا الوطني على نظيره البرتغالي ليصل إلى المربع الذهبي، وبعدها إن شاء الله سيقطع الطريق على كل من سيواجهه ثم حتما سيكون هو الفائز باللقب العالمي. مقولة "ديرو النية" جملة تاريخية ستظل راسخة في إنجازات المغاربة، وستظل بعدها راية النصر ترفرف، فهي راية العمل الجاد والبناء الموحد، لأن الشعب المغربي مهما تداخلت الظروف والعوامل لإفشاله، فعزيمة النصر والطموح للتقدم والازدهار تبقى راسخة كجبال الاطلس ومكتوب فوقها شعار" الله .الوطن. الملك. *باحث في شؤون الهجرة ورئيس المرصد الأوروبي المغربي للهجرة