مقرف وبئيس ما ينشره بعض دعاة "الحداثة" و"التنوير" من استهتار وتهوين من شأن ما حققه أسود الأطلس من إنجاز مبهر، يتحدث عنه العالم بأسره اليوم معجبا مندهشا، ومن تذكيرنا بمراتبنا ضمن مؤشرات التنمية البشرية، وتصنيف جامعاتنا ضمن جامعات العالم، وأخبار المهاجرين السريين، وكأننا لا نعلم عنها شيئا، وهم فقط من لديهم هذه المعلومات السرية التي كنا نجهلها.. يستخسرون علينا حبنا لأوطاننا وفرحنا بإنجازاتها كما تفعل كل شعوب العالم، لا يدركون أننا ومعنا شعوب المنطقة أهل فرح وسرور وبهجة، لا أهل نكد وتشاؤم وتبخيس، يعبرون عن مآسيهم بالنكتة والسخرية، ويستغلون كل انجاز و عيد ومناسبة لتفجير مخبوءاتهم من السعادة والفرح، لذلك لا عجب أن تجد الجميع محتفلا بالشارع، من ملك البلاد وأمرائها، الى ساكن دور الصفيح بنفس منسوب المشاعر الوطنية والحماس والبهجة.. الفرحة والاحتفالات لن تلهي أحدا عن قضاياه الأساسية، ولا عن احتياجاته و مشاكله ومطالبه، لذلك لا تستغرب أيضا صديقي من أن تجد من أشد الناس فرحا وأكثرهم احتفالا بهذا الإنجاز، من يصنفهم الناس من معارضي النظام، ومن مشاغبي المناضلين وأكثرهم حديثا عن الحقوق والحريات ، لا تستغرب صديقي إن وجدت المرزوقي الذي قضى ثماني عشرة سنة من عمره في سجون تازمامارت الرهيبة، يلتحف الراية الوطنية ويشجع منتخب ببلاده بحرارة من قلب ملعب المدينة التعليمية... لا تستغرب إن وجدت بائع الخضر أو جامع النفايات تكفيه رؤية ابتسامة بونو بعد تصديه لركلة جزاء لتنسيه كل هموم غلاء الأسعار و فاتورة الماء والكهرباء .. وبمناسبة الحديث عن التنوير، أعتقد جازما أن الندوات والتصريحات الصحفية لوليد الركراكي، بما يملكه اليوم من شعبية جارفة، ونفوذ على عقول وقلوب المغاربة، لصدق حديثه، وعفوية خطابه، وكثرة رسائله، لها من الأثر في تنوير عقول الناس ، وتغيير ذهنياتهم وتفكيرهم، في وقت قصير، ما لا تستطيع تحقيقه عشرات السلاسل المرئية على اليوتوب، في الحديث عن نقد الموروث أو عن إشكاليات العقل الإسلامي.... فلتكن أيامنا كلها فرح وسرور وبهجة واحتفال، و #ديمامغرب ولا عزاء لعشاق النكد وإفساد أفراح الشعوب