دعا محمد المصباحي أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى العمل على تعميق وتكريس "التنوير والحداثة " ، في العالم العربي ، وذلك خلال مشاركته في ملتقى عربي ، حول " الفلسفة والتنوع والتقارب بين الثقافات " اختتم أعماله أمس بالعاصمة التونسية . وقال المصباحي ، خلال تناوله لموضوع " الفكر العربي الحديث بين تجديد التنوير ومجاوزته " شدد على أن التنوير هو السبيل الوحيد لكي نقنع الآخر ونتعايش معه ونثبت ذاتنا ونصنع تاريخا يليق بأمتنا العربية " . و خلال الندوة ، قام المصباحي بتشخيص أزمة العقل العربي متساءلاً عما إذا كان من المناسب الحديث في مناسبة الاحتفال بالفلسفة بخطاب " مأساوي " معتبراً أن لكل مجموعة من الناس طريقتها في الاحتفال ، وأن الفلاسفة يمكن أن يحتفلوا بنهاية العقل الأصولي لأن الأعمال التي يقوم بها هذا العقل تمهد لنهايته . كذلك تناول المصباحي "التنوير" وهل هو في مرحلة الازدهار أم مرحلة الأفول ، كما تساءل " أي عقل نريد .. هل هو العقل التراثي أم العقل الحداثي أو ما بعد الحداثي.." ، وخلص في نهاية عرضه إلى التأكيد على أهمية العمل على تدعيم وتكريس "عقل التنوير والحداثة ، التنوير الديمقراطي الحواري " ، من أجل إقناع الآخر بأهمية التنوير، " لأن "بدونه ، لا يمكن أن نعيش معا، وأن نثبت ذاتنا ،وأن نصنع تاريخا يليق بأمتنا العربية " .