اختتمت فعاليات الدورة الاستثنائية من مهرجان الرحل بمحاميد الغزلان، الذي تنظمه جمعية رحل العالم، وقد عرفت الدورة برنامجا فنيا وثقافيا غزيرا، تضمن فنون الخشبة، وأوراش وعرض للأزياء ومعارض، وأنشطة تقليدية مثل سباق الإبل والهوكي على الرمال، إضافة إلى سهرات غنية مع أسماء فنية عالمية وازنة. الفنانة الشابة "سكينة فحصي" بصوتها العميق القوي والهادئ، أبهرت جمهور المهرجان وأشعلت حماسه. فنانة استطاعت في تجربتها الموسيقية أن تمزج بين التراث المغربي، وموسيقى الشعوب الأخرى، فنالت بذلك إعجاب الجميع. ومن دولة مالي، حضرت "فرقة أراتان ناكال" الفائزة بالمرتبة الأولى في بوركينافاسو، والتي أمتعت جمهور المهرجان بالموسيقى الطوارقية. بدورها الفرقة الأمازيغية الشابة الموهوبة "تاسوتا نِ إيمال" أبهرت الجمهور، كانت حاضرة كذلك بإبداعاتها الأمازيغية الممزوجة بموسيقى البلوز والموسيقى الطوارقية. كما شهدت منصة المهرجان لقاء الجمهور بالنجمة الصاعدة «هند النعيرة" القادمة من مدينة الصويرة، والتي خالطت كبار المعلمين بالمغرب وتعتبر وريثة التقاليد الكَناوية، وهي من أولى الفتيات اللواتي اخترقن العادة، وكسَرْنَ الاحتكارية الذكورية للعزف على آلة الكمبري. المهرجان استضاف كذلك فنانين مشهورين آخرين مثل "مجيد بقاس" الفنان المبدع الذي يمزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الأفريقية، والذي تَعَوَّد على إشعال المنصات الموسيقية بأوروبا وأمريكا وإفريقيا. أما الفنان سعيد الموساوي. فقد أيدع وألهب الجماهير وأتحف بشعره وغنائه الصحراوي الحسّاني مع مجوعته أجيال الصحراء، ولقي تجاوبا منقطع النظير، إضافة إلى مجموعات شبابية محلية من محاميد ونواحيها (شباب الرحل، أجيال محاميد الغزلان، نجوم الصحراء. وقد شهد اليوم الأول من هذه التظاهرة التي تنظمها جمعية رحل العالم، تنظيم ورشة- ندوة أطرها الرسام الكاريكاتوري الشهير، آلان غاستون ريمي، حول مهن الرسم والقصص المصورة التي استقطبت جمهورا واسعا. وكعادته في الانفتاح على الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين كشركاء وداعمين للاستثمار في الثقافة، حَظِيَ المهرجان هذه السنة بدعم من عمالة إقليم زاكورة، وزارة الثقافة، المكتب الوطني المغربي للسياحة، دار الصانع، مؤسسة أورونج، مؤسسة البنك الشعبي للثقافة، جهة درعة تافيلالت، المجلس الإقليمي لزاكورة، وكالة الجنوب، المعهد الفرنسي وآخرون. يشار إلى أن المهرجان الدولي للرحل، المنظم على مدى يومين، يتوخى تعزيز الحوار بين الثقافات ويساهم في تطوير المهارات وتحسين سبل عيش الساكنة المحلية عبر هذه الدورة، مهرجان الرحل، انفتح من جديد على جمهوره، واستمر في أداء مهمته المتمثلة في تثمين المنتوج الثقافي، وتسليط الضوء على غنى ثقافة الرحل عبر العالم، محققا هدفه النبيل في دعم وتعزيز التبادل الثقافي والفني، إضافة إلى تسليط الضوء على منطقة محاميد الغزلان وتراثها الغني وجمالية صحرائها. وقال مدير المهرجان، نور الدين بوكراب، في تصريح صحفي، إن المهرجان الدولي للرحل يعود هذه السنة "في حلة جديدة في هذه الصحراء وهذه المناظر الطبيعية الخلابة، تحت سماء محاميد الغزلان المرصعة بالنجوم. وتواجدنا هنا لتنظيم هذه التظاهرة هو إشارة قوية يمكننا توجيهها إلى العالم من خلال طاقات جميلة نتقاسمها مع هذا الجمهور الرائع". وأضاف أن "هذه التظاهرة الفنية متعددة التخصصات تثبت أن الثقافة يمكن أن تكون رافعة حقيقية للتنمية"، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يروم الحفاظ على التراث الثمين للأجداد المهدد بالانقراض وإحياء تقاليدهم وعاداتهم.