يشهد إقليم طاطا، خلال هذه الأيام، احتجاجات لساكنة جماعة فم الحصن ومركز طاطا وجماعة أم الگردان، تنديدا باستنزاف الفرشة المائية في الإقليم الذي يعرف نقصا حادا في المياه، كما طالبت الاحتجاجات بمنع زراعة القرعيات والبطيخ الأحمر واستبدال هذه الزراعات بأخرى مقتصدة في الماء. وقال الناشط الحقوقي بإقليم طاطا، أحمد المخشوني، في تصريح لجريدة "العمق" إن زراعة البطيخ الأحمر والقرعيات استنزفت الفرشة المائية بالمنطقة التي تعرف ندرة في هذه المادة الحيوية، وهو ما دفع عددا من سكان المنطقة إلى الاحتجاج. وأضاف الناشط الحقوقي أن الساكنة باتت تفتقد لمياه الشرب مما دفع بعمالة إقليم طاطا لوضع صهاريج للمياه الصالحة للشرب بدواوير جماعة "أم الگردان"، مستنكرا هذا الوضع. وأضاف المتحدث أن هذه الزراعات "الكارثية والمستنزفة للفرشة المائية" أصبحت تدفع ببعض سكان المنطقة إلى الهجرة لمناطق ومدن أخرى، مؤكدا أن الإحتجاجات متواصلة حيث تم التنسيق بين فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة للخروج في وقفات احتجاجية يوم الأحد المقبل. وحسب معطيات أدلى بها مصدر محلي لجريدة "العمق"، فقد ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالمنطقة، إذ وصلت حد تنظيم وقفات شبه يومية بجماعة "أم الكردان" ومركز طاطا و"فم الحصن"، للتنديد باستمرار زراعة البطيخ الأحمر وعدم صدور قرار يمنعها رغم الوضع المائي الكارثي الذي تعيشه المنطقة. وأكد المصدر ذاته أن ما أجج هذه الاحتجاجات وزاد غضب الساكنة هو تصريح لعامل الإقليم خلال يوم دراسي نظمه "منتدى إيفوس للديموقراطية وحقوق الإنسان" بشراكة مع عمالة الإقليم، حول موضوع الوضع المائي بالإقليم، حيث قال إنه لن يمنع زراعة البطيخ الأحمر وأن مسؤوليته تتوقف عند مراقبة الآبار هل هي مرخصة أم لا. وحسب معطيات وكالة الحوض المائي حول الموارد المائية بإقليم طاطا، فإن الإستغلال المفرط للفرشات المائية وتزايد المساحات المسقية وتوالي سنوات الجفاف، ولّد عجزا في الفرشات المائية بالإقليم قدر ب 2.6 مليون متر مكعب سنويا.