وجعلنا من الماء كل شيء حي، بهذا اليقين تتسلح إرادة شباب مغاربة من "عروس الشمال "، تكتلوا في مؤسسة أُطلق عليها اسم سقيا، هدفُهم توفير قطرات نقية لصالح دواوير جبيلة تعاني نقصا حادا في المياه الصالحةِ للشرب. وجوه تنتظر لساعات، مترقبة خروج الماءِ من عمق الأرضِ، أطفال وشيوخ تلهج ألسنتهم بالدعاء مرابطين أمام آلة ضخمة للحفر، تأبى التوقف حتى بلوغ منبعِ العيون. هي مشاهد تقبض الأنفاس، تتكرر في كل مرة تحُط فيها "سقيا" الرحال بدواويرِ المغرب العميق. محمد خليل الادريسي شاب ثلاثيني بدأ مشواره في العمل التطوعي منذ المرحلة الجامعية، نشط في العديد من الجمعيات، وله رصيد غني في العديد من المبادرات الاجتماعية إلى أن توج عمله الانساني بتأسيس جمعيتي "سقيا" و"غرس" رفقة خيرة الشباب الرائد في العمل الانساني، يقول في هذا الاطار لجريدة العمق "نختار الأعمال التي لها طابع الاستدامة، فعندما نحفر بئرا نكون قد وضعنا حدا لمعاناة نقص المياه، وعندما نغرس شجرة مثمرة ستوفر لصاحبها ثمارا موسمية مستدامة". وعن مصدر تمويل مثل هذه المشاريع التي تتطلب أمولا طائلة، أوضح رئيس جمعية سقيا، أن كلفة البئر الواحد قد تصل إلى 100 ألف درهم، لهذا لا نخاطر بهذا المبلغ بالتنقيب في المناطق التي من المحتمل عدم خروج المياه فيها، مشيدا بالمتبرعين الذين لا يتأخرون في دعم مثل هذه المبادرات الانسانية في كل مرة. وأشار ذات المتحدث أن مؤسسة "سقيا" حفرت لحد كتابة هذه السطر 64 بئرا، تم تجهيزهم بالقنوات الضرورية لايصال المياه الشروب إلى منازل ساكنة الدواوير. يشارك بعض صناع المحتوى في رحلات سقيا، ويتقاسمون ساكنة الدوارِ فرحة خروجِ الماء، ويوثقون ذلك بعدساتهِم لنشرها في مواقعهِم الاجتماعيةَ، تشجيعا على فعل الخيرِ وترسيخا لمبدإ التطوع. وقال خليل الاديريسي في هذا الاطار إن هناك العديد من الناس يرغبون في التبرع وعمل الخير وصناع المحتوي الهادف بحكم شهرتهم يلعبون دورا مهما في ايصال رسالة التطوع عبر منصاتهم الاجتماعية التي يتابعها الالاف. وتجدر الإشارة إلى أنه في رحلة "سقيا" الأخيرة رافقها كل من الفائزة بماستر شاف نسخة 2019 ليلى الشيني، والفائزة بجائزة التحبير للقرآن الكريم بأبوظبي خولة الدرقاوي. والفائز بلقب سفير النوايا الحسنة التي ينظمها للاتحاد الأوربي بالمغرب بهاء الدين الصناغي. باقي التفاصيل في هذا الفيديو: