كشف الحسين شينان، عامل إقليمآسفي، عن توقيع اتفاقية ترميم وصيانة معلمة قصر البحر التاريخية بآسفي، بغلاف مالي يتجاوز 13 مليار سنتيم، بعد مرور أزيد من سنة على المصادقة عليها. وقال الحسين شينان، خلال اجتماع إعداد المخطط التنموي لجهة مراكشآسفي، إن "بعد توقيع أغلب الشركاء على اتفاقية تدعيم معلمة قصر البحر وترميمها، ستنطلق مرحلة الدراسات خلال الأسابيع المقبلة". وفي هذا الصدد، أوضحت مصادر موثوقة لجريدة "العمق" أنه "قبل الشروع في تفعيل هذه الاتفاقية، لا بد من إجراء دراسة تقنية بغية إعداد دفتر تحملات حول التكلفة الإجمالية للمشروع". وأضافت المصادر ذاتها أن "هذه التكلفة تضم ميزانية تدعيم الواجهة البحرية لقصر البحر وترميم أسواره وأبراجه، وبناء حاجز تدعيم جرف أموني والجرف البديل من طرف وزارة التجهيز". وأشارت إلى أن "وزارة الثقافة قد تشرع في الدراسات التقنية اللازمة الخاصة بترميم وصيانة الأسوار الشرقية لقصر البحر بالموازاة مع أشغال تدعيم واجهته البحرية كمرحلة أولية". والتزمت وزارة الداخلية ب3 مليار سنتيم، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ب2 مليار سنتيم، بينما حددت مساهمة وزارة التجهيز والماء في 8 مليار سنتيم ومجلس جهة مراكشآسفي في 5 مليون درهم، وجماعة آسفي ب2 مليون درهم. وكان حقوقيون وفاعلون مدنيون بمدينة آسفي، قد أطلقوا سابقا عبر موقع العرائض العالمي "أفاز"، عريضة إلكترونية تُطالب بإنقاذ معلمة قصر البحر التاريخية. وتطالب العريضة الحكومة والوزارات المعنية بالتدخل العاجل لوضع أسس شراكة لاختيار إحدى الحلول المقترحة من قبل مكاتب الدراسات المختصة والعمل على تنزيلها بمساهمة الجماعة الحضرية لآسفي ومجلسي الإقليم والجهة والمكتب الشريف للفوسفاط. وأفادت العريضة المذكورة أن "التعرية الجوفية التي تسببت في نكبة جرف أموني ليست بفعل عوامل طبيعية فقط، بل هي أيضاً نتيجة تخطيط تنموي متسرع ابتدأ في ستينيات القرن الماضي بإحداث مركب آسفي الكيماوي دون إحداث ميناء خاص به، بحيث أن شاطئ المدينة تم تحويله إلى حوض فوسفاط". وأشارت العريضة الإلكترونية أن "هذا الوضع الكارثي الذي تكاد تصبح معه أيقونة قصر البحر معلمة في خبر كان، والأحياء المجاورة عرضة للانجراف ومآل سكانها الترحيل، سيجعل الفاتورة البشرية والمعمارية والبيئية ثقيلة وثقيلة جدا، ولن تكفيها ميزانيات ممثليات الوزارات المعنية وحتى الجماعات المحلية". وناشد القائمون على هذه المبادرة، التي جمعت أزيد من مئة توقيعاً، المغاربة من أجل التوقيع على العريضة لتجاوز الوضعية الخطيرة لمعلمة قصر البحر، وإنقاذ تاريخ مدينة آسفي من الزوال.