اجتمعت قيادتا حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، نهاية الأسبوع المنصرم، بمقر الحركة في الرباط، بمناسبة انتخاب أوس رمال رئيسا جديدا للحركة، خلال انعقاد جمعها العام الوطني السابع، حيث وصفت الهيئتان الإسلاميتان اللقاء ب"الأخوي". ويأتي اللقاء في ظل محطة كبرى ميزت كل تنظيم، حيث جددت "التوحيد والإصلاح" قيادتها بعد ولايتين متتاليتين من رئاسة عبد الرحيم شيخي، في حين تحتفي جماعة العدل والإحسان بالذكرى الأربعين على تأسيسها على يد مؤسسها ومرشدها الروحي، الراحل عبد السلام ياسين. وتعتبر الحركة والجماعة من أكبر الهيئات الإسلامية في المغرب وأكثرها تنظيما، إلا أن العلاقة بينهما ظلت دائما مستقرة رغم عدد من المحطات التي دخلت فيه الهيئتان مرحلة التوتر، بسبب الاختلاف المتباين في المواقف السياسية بينهما، والخلافات حول تصور طريقة الإصلاح. وقالت "التوحيد والإصلاح" في بلاغ لها، إن اللقاء كان "مناسبة لتمتين أواصر الأخوة والتعارف، ومباركة قيادة الجماعة نجاح الجمع العام السابع للحركة"، مضيفا أن قيادة الجماعة أخبرتها بعزمها الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيسها، حيث أشادت قيادة الحركة بهذا الحدث.. وأشار المصدر إلى أن اللقاء شكل، أيضا، فرصة لتبادل الرأي حول عدد من القضايا المجتمعية وفي مقدمتها قضايا الأسرة والشباب والقيم وقضايا الأمة، دون مزيد من التفاصيل. بعد 40 سنة على تأسيسها .. أي مستقبل ينتظر جماعة ياسين؟ وفي هذا الصدد، يرى بلال التليدي، الباحث المتخصص في دراسات حركات الإسلام السياسي، أن اللقاء بين حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، يعتبر لقاءً روتينيا عاديا من الناحية البروتوكولية، ويأتي دائما بعد تجديد القيادة داخل الحركة، عقب محطة أو استحقاق تنظيمي كبير. واعتبر التليدي في اتصال لجريدة "العمق"، أن هذا الاجتماع لا يحمل أي دلالة سياسية تشير إلى وجود تقارب ما بينهما، مشددا على أن مثل هذه اللقاءات تكررت أكثر من مرة، وشهدناها بعد انتخاب شيخي رئيسا للحركة مرتين، وقبله محمد الحمداوي. وبخصوص رمزية هذا اللقاء، أوضح المتحدث أن استقبال قادة الحركة لقادة الجماعة مفاده أنه رغم تغير القيادة فهناك ثابت لا يتغير، هو أن العلاقات يجب أن تكون مبنية على التعاون وتجنب التوترات والاحتكاكات، ميرا إلى أن هذه هي الرسالة الوحيدة التي تبعثها هذه اللقاءات. وشدد على أنه ليس هناك أي رهان مرتبطة بإعادة تعريف العلاقة بين الهيئتين، لا على مستوى رهانات وأولويات الحركة مع القيادة الجديدة، ولا على مستوى الجماعة بعد 40 عاما من التأسيس، لافتا إلى أن اللقاء يحمل دلالة تواصلية والاعتراف المتبادل بالقيادات فقط. أوس رمال رئيسا جديدا لحركة التوحيد والإصلاح خلفا لعبد الرحيم الشيخي يُشار إلى أن اللقاء عرف، عن جماعة العدل والإحسان، حضور كل من أمينها العام محمد عبادي، ومحمد حمداوي عضو مجلس إرشاد الجماعة، وحبيبة حمداوي أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي، ومنير الجوري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، وأمان جرعود عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، وعلي تيزنت عضو مجلس الشورى. وعن حركة التوحيد والإصلاح، حضر إلى جانب الرئيس أوس رمال، كل من رشيد العدوني نائبه الأول، وحنان الإدريسي نائبته الثانية، ورشيد فلولي منسق مجلس الشورى، وعبد الرحيم شيخي عضو المكتب التنفيذي والرئيس السابق للحركة، إلى جانب إيمان نعاينيعة عضو المكتب التنفيذي.