عبر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة دعمه "الكامل" لتوجه قطاع الثقافة في الانفتاح على مضمون الثقافات المعاصرة، واستهجن ما وصفها ب"الحملة المغرضة والهجومات الغريبة" ضد محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل. وأشاد البام، في بلاغ عقب انعقاد مكتبه السياسي الخميس الماضي، بحجم "الأوراش الثقافية الهامة التي فتحتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل"، قائلا إنها نجحت في تنشيط الحياة الثقافية الوطنية ورفعت من وتيرة التأطير الثقافي وإحياء الموروثات الثقافية لبلادنا بعد سنوات من الجمود. وأكد المصدر ذاته دعمه الكامل لتوجه القطاع في الانفتاح على مضمون الثقافات المعاصرة، "في استحضار حرية التعبير والإبداع، وفي احترام تام لعمق الأصالة المغربية"، مذكرا بالموقع الاستراتيجي الثقافي للمغرب المنفتح على أوربا والمتجذر في إفريقيا والعالم العربي، وكأرض عريقة للتعايش والتسامح الديني والثقافي. واستهجن ما وصفها ب"الحملة المغرضة والهجومات الغريبة" ضد بنسعيد، قائلا إنها "لن تثني السيد الوزير ومختلف قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، عن مواصلة عملهم وتنفيذ كامل التزاماتهم اتجاه بلادنا واتجاه جميع المواطنات والمواطنين على أسس الوضوح والصدق التامين". يشار إلى أن وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، دافعه عن زميله في الحزب والحكومة، بنسعيد، في واقعة مغني الراب "طوطو"، حيث أكد أنه غير مسؤول عما تلفظ به الرابور فوق منصة حفل "الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية"، كما أنه لا يمكن تقييد حرية الفنانين. وقال وهبي، خلال استضافته من طرف جريدة "العمق" وراديو "اصوات" في لقاء خاص أمس الجمعة، إن بنسعيد، الذي وصفه ب"المُقتدر"، لا يمكنه أن يضبط الفنان فوق المنصة أو يملي عليه ما يجب أن يقوم به، مشيرا إلى أن الشباب طلبوا منه اسم المغني "طوطو" وقام بتلبية طلبهم لأن من واجبه أن يوفر لهم الحق في الفن وهو مسؤول عن الجوانب التنظيمية فقط، حسب تعبيره. وحول الأنباء التي تحدثت عن امتعاض وزير الثقافة وعدد من أعضاء المكتب السياسي للبام من تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس بخصوص الواقعة، أوضح وهبي أن أعضاء الحكومة "يشتغلون في جو تقع فيه أحيانا خلافات ونقاشات حادة، إلا أن تصريح بايتاس في الندوة الصحافية التي تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة الخميس الماضي فُهمت بشكل خاطئ لدى عدد من الوزراء لكنه أوضح بعد ذلك أنه لم يقصد الإساءة لبنسعيد". واعتبر المتحدث، أن وقوع الخطأ أو بعض الانزلاقات مثل ما حدث في حفل "طوطو" أمر طبيعي وهو من مخاطر الحرية التي تعيشها البلاد، لافتا إلى أن 150 ألف شخص الذي حضروا للحفل "مشاو ناشطين". جدير بالذكر أن بايتاس، عبر عن رفض الحكومة لما صدر عن مغني الراب طه فحصي الملقب ب"الكراندي طوطو"، من كلمات نابية وخادشة للحياء، وشدد خلال الندوة الصحافية التي تلت اجتماع مجلس الحكومة الأسبوع الماضي، أن "الحكومة ترفض النزوح نحو خدش الحياء وتعتبره سلوكا غير مقبول، وتحدثت في هذا الموضوع مع وزير الثقافة". وكان تصريحات الرابور "طوطو"، قد أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر استهلاكه الحشيش "حرية شخصية" وبين من يعتبر أن "مشاركة هذه الممارسات غير الأخلاقية تؤثر على جمهوره خصوصاً وأنه يتابعه عدد كبير من المراهقين والأطفال". واعتبر "الغراندي طوطو"، ردا على ظهوره المتكرر وهو يدخن الحشيش، أن تعاطيه للمخدرات بشكل علني أمام جمهوره "أمر عادي"، حيث قال بنبرة افتخار "كنكميو لحشيش ومن بعد؟، الحشيش عادي راه كنجيبوه غير من الدورة بينا وبين المنبع تاعو 300 كيلو مترو".