قال حماد القباج، إن خطاب المواجهة الذي ينهجه بعض قادة الأحزاب السياسية، يهدد مسار الوفاق الوطني بالمغرب، مشيرا إلى أن تبني بعض الأحزاب لخطاب "مواجهة الإسلاميين" من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية على الجميع. وأضاف مدير مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث، في ندوة ضمن فعاليات المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي 18، اليوم الإثنين بكلية الآداب بمرتيل، إن هناك توجهات سياسية في المغرب لا تريد للوفاق أن يتحقق، وتطبق سياسة "فرق تسود" التي يتبناها الاستعمار في العالم العربي، داعيا جميع التيارات السياسية إلى تقبل الاختلاف مع الآخر، حسب قوله. وفي تصريح له لجريدة "العمق لمغربي"، اعتبر القباج، أن الخطاب الذي ينهجه حزب الأصالة والمعاصرة لا يخدم قضية الوفاق بالمغرب، مستدركا بالقول "هذا الحزب يمكنه أن يقوم بالمراجعات التي ستجعله يعود إلى صف الأحزاب الوطنية ضمن وفاق يخدم المصلحة الوطنية" وفق تعبيره. المتحدث، دعا إلى دعم التجربة الحكومية الحالية والتعاون على ترسيخ مبدأ التوافق الوطني، مشددا على ضرورة الابتعاد عن خطاب التخوين والمواجهة من طرف التيارات الإسلامية واليسارية معا. إلى ذلك، اعتبر القباج، في كلمته بالمنتدى الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي، أن ما أضعف المشهد الحزبي بالمغرب هو كثرة الانشقاقات ونشوء أحزاب صغرى من أحزاب كبرى، "وهو ما ضر كثيرا بالوفاق الوطني"، وفق تعبيره. حماد، أبرز في مداخلته في الندوة التي حملت عنوان "جهود الحركة الوطنية والفكر الإصلاحي في المغرب في بناء الوفاق الوطني"، دور علماء الدين في ترسيخ الوفاق الوطني في المغرب، خاصة الفقيه بلعربي العلوي في مرحلة الاستقلال وما بعدها، مشيرا إلى دوره في رأب الصدع بين علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال، ومحمد الوزاني رئيس حزب الشورى والاستقلال.